دخل المزاج الشعبي الاردني مجددا في حالة حادة بعد الاعلان الصادم عن إنقطاع غير مبرر وغير مسبوق بالكهرباء شمل عموم المملكة ولاسباب مجهولة حتى ساعة متأخرة من مساء الجمعة وقبيل ساعات قليلة من زحف عشائري وشعبي وصف بالمليوني لنصرة الشعب الفلسطيني.
ولم تظهر اي اشارات او خلفيات سياسية على انقطاع الكهرباء التي انقطعت فجاة عن عموم المملكة وسط تفسيرات فنية مقتضبة من الطراز غير المقنع ووسط اعلان وزارة المياه عن صعوبة الالتزام ببرنامج توزيع المياه بسبب الانقطاع في الطاقة.
واستفسر عشرات الالاف من الاردنيين عن الاسباب ووجهت اسئلة بقيت بلا جواب لوزيرة الطاقة في الحكومة.
لكن هيئة الطاقة اعلنت بان الانقطاع نتج عن عطل فني في الشبكة الموردة في مصر للقطاعات الاردنية مما يتسبب بصدمة جديدة عنوانها مسوغات الاعتماد على التزويد الكهربائي من مصدر واحد وهو أمر يعتقد ان البرلمان سيحقق فيه وبصورة مثيرة.
وتسبب انقطاع الكهرباء عن جميع محافظات المملكة بصدمة حقيقية بين الاردنيين ليس لانه وضع غير مسبوق ولكن ايضا لأن المناخ الشعبي كان منشغلا بالاحتفالات الفلسطينية وبزحف جماهيري في عدة مناطق حيث غابت التفسيرات المنطقية لأسباب انقطاع الكهرباء وتوسعت الروايات وسط حالة صمت رسمية ملحوظة.
ولم يكن الشارع الاردني يعرف مسبقا بان عموم شبكة توزيع الكهرباء في البلاد مرتبطة بالتزود من خط واحد فقد توسعت الحكومة طوال اعوام في التحدث عن سعيها لتصدير الكهرباء إلى دول مجاورة وإلى أوروبا حتى كما قالت الوزيرة هاله زواتي عدة مرات.
ويعتقد ان صدمة تعطل التيار الكهربائي ستقود إلى طرح اسئلة حرجة على الصعيد الشعبي والاداري والسياسي والامني لاحقا خصوصا وان غياب التيار الكهربائي نتج عنه تعرقل برنامج التزويد في المياه كما اربك جميع القطاعات الاقتصادية وحتى الامنية لإن دوريات الشرطة اضطرت لحراسة المحلات والشركات والبنوك ومؤسسات القطاع الخاص بسبب تعطل انظمة الأنذار خلافا للفوضى الناتجة على الشبكة الإلكترونية.
وحتى ساعة متأحرة من مساء الجمعة لم تقدم الحكومة رواية صلبة توضح كيفية حصول هذا النمط من الانقطاع وكيفية الاجراءات التي كان ينبغي اتخاذها خصوصا وان الانقطاع هنا ربطته المخيلة الشعبية فورا بالمشهد الفلسطيني فيما ظهرت ملايين الشعارات التي تعيد التذكير بان غاز العدو “إحتلال” خشية ان يكون الامر له علاقة بالغاز الاسرائيلي المسروق مع أن الشركة المعنية بالطاقة من الصخر الزيتي اعلنت ان الاعطال لاعلاقة لها ولا بمشروعها التجريبي.
حبس انقطاع الكهرباء نفس الاردنيين لعدة ساعات محرجة وطرح اسئلة في غاية الحساسية ووزارة الصحة طلبت من مرضى الكورونا المعتمدين على الاوكسجين في منازلهم التوجه فورا إلى المستشفيات.
الرأي اليوم