فارس الحباشنة
بعد الساعة الثامنة مساء تتحول مناطق من عبدون ودابوق ودير غبار وخلدا الى ساحات مارثون لدراجات نارية . مراهقون وشباب يقودون دراجات ذات ماتورات ضخمة ، ويشحطون ويخرجون اصواتا عالية ، ويثرون الرعب والازعاج والضجيج داخل مناطق سكنية مقطونة بسكان واهالي وعائلات .
ومن قبل تقليص ساعات الحظر الليلي ، كانوا «جماعة الدراجات» ينتشرون ويقومون باعمال التشحيط والتفحيط واصدار الاصوات المزعجة ، ويخالفون
اوامر الدفاع ، ويهربون من رجال السير وشرطة النجدة .
و في مناطق الدوار السابع وتحديدا بالقرب من «مطعم مشهور» قريب من وزارة العمل يرتاده» جماعة الدراجات « .. وهناك يتجمهرون في «ارض ترابية « ،
و يشعلون المنافسة بالسباق والمطاردات ، وتشغيل اصوات الموسيقى العالية ، وكسر اوقات الحظر الليلي.
و يجولون عمان في مواكب للدراجات النارية ، ويصدرون من ماتورات الدراجات اصوات عجيبة وغريبة ، وشديدة الازعاج .. ويملءون الشوارع ،وحتى ان الشوارع صارت تحت رحمة مزاجهم العابث واللامبالي ، وتبدا جولتهم احيانا من بوابة المطعم نحو الدوار السابع ، ومن ثم ينطلقون في جولة واسعة نحو جبل عمان او طريق المطار .
ومنذ حلول فصل الصيف ، فانهم شبه يوميا يظهرون في مجال عمان المكتظ والذي يعاني ازمة مورور خانقة وازدحام . لا تتخليوا كم وردني من شكاوي لاهالي في مناطق متفرقة من عمان .
وبكل اسف ، فان المشتيكن من الاهالي يقولون انهم ابغلوا الجهات الامنية المعنية ، و بعض ابلاغلات المواطنين تكون في لحظة وقوع الازعاج وتاتي دوريات الشرطة ، وتختفي بعد بدقائق ، ودون ان يردع او يكف جماعة الدراجات عن اعمالهم المزعجة والمثيرة للبلبلة والاذاء لسكينة وامان المواطنين .
لا اعرف ، لماذا يسكتون عن «جماعة الدراجات « ؟ ولو اني اعرف قيادة الدراجة ، فلدي رغبة وفضول بان اقتحم هذا العالم الخفي والسري ، وان اكشف لغز وسر السكوت عن سلوكياتهم وتصرفاتهم ، وتغاضي اعين عنهم .. بلا ثمة شك خيط سري رفيع يربط ما الدراجة وسائقيها وعدم احترام القوانين .
الدراجة ..واحبذ بوصفهم ب «جماعة الدراجات «.. فهم اشبه بجماعة «فوق القانون» ، وجماعة يبدو انهم متوحدي الانتماء الطبقي ، وجماعة متنفذين ، وذوي سلطة .. وجماعة عدمية وعابثة ، من يقود دراجة داخل عمان بسرعة تفوق مئتي كليو في الساعة ، ويشغلون كل اشكال الازعاج واللهو والاستهتار بامان وسكينة الناس ، ماذا يمكن ان نسميهم ؟
واحيانا لا يترددون في اغلاق شوارع ودواوير بدراجاتهم .. لا اعرف لماذا لدى احساس عميق وعفوي يقدر بان هولاء جماعة فوق القانون ، ويملكون قوة ونفوذ ليكونوا فوق القانون .. والا ماذا تفسرون ما يقومون به ؟
لم اسمع يوما ان سائق دراجة تم توقيفه ومخالفته ومصادرة رخصته وغير ذلك من اجراءات ، ولم اسمع ان الامن العام هاجم واقتحم مجموعة الدراجات ، ولا صدهم عن ممارسة ما يقومون من انتهاكات واعتداءات سافرة على سكينة وراحة المواطنين .
في قلب عمان نسمع يوميا اصواتا هادرة ومدوية لدراجات نارية ، ويشتد نشاط جماعة الدراجات مع نهاية كل اسبوع وايام الاعياد والعطل الرسمية .وبعد يومين تذكروا كلامي هذا، عطلة عيد الاستقلال شوفوا شو بصير في عمان ليلا ، ويعني صار الواحد احيانا يخشى ان يسوق في سيارته ويمشى على الشوارع في مناطق كثيرة خوفا وقلقا من جماعة الدراجات .
ما اخشاه والله عليم ان تقع يوما ما كارثة بسبب «جماعة الدراجات» تذهب بارواح اغلبية من مواطنين مسالمين يدفعون ثمن التزامهم بالقانون النظام العام وقانون السير .. وما انبه اليه ايضا من ازعاج وضجيج عابث ولامبالي يطارد عيش وسكينة المواطنين ، فبينهم مريض وطالب يدرس ، وعجوز يصلي ويعبد ربه ، وطفل نائم ، وام تسهر على تدريس ورعاية اولادها .