أطلقت جمهورية الصين الشعبية آلية استجابة طارئة للمساعدات الإنسانية لفلسطين يوم الخميس الماضي. وبهذا، تُعتبر الصين الدولة الأجنبية الأولى والوحيدة حتى لحظة نشر هذه المقالة، التي سارعت إلى تقديم إعانة إِنْسَانِيّة للمواطنين الفلسطينيين، وقد أكدت بكين إرسال أول تحويل نقدي قدره مليون دولار أمريكي لفلسطين الجريحة، بالإضافة إلى منح 200 ألف جُرعة جديدة من لقاحات COVID-19 الصينية لفلسطين، من خلال (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى)، وفقًا لتصريحات تشاو ليجيان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، يوم الجمعة الماضية، للصحافة الدولية.
زد على كل ذلك، بادرت الحكومة الصينية كما أعلن تيان لين، المتحدث باسم (الوكالة الصينية للتعاون الإنمائي الدولي)، أن الصين قدّمت مساعدات إنسانية للحكومة الفلسطينية لعلاج جرحى العدوان الصهيوني الأخير، ولأجل إعادة توطين المُشرّدين الفلسطينيين جراء القصف الصهيوني المركّز على مربعات المدنيين في غزة وغيرها.
كل ذلك، وسياسة الصين منذ تأسيسها كانت وما زالت تؤكد أنها تصطف في صف فلسطين وشعبها، فقد زوّدت الصين حركة المقاومة الفلسطينية بالكثير من أشكال الدعم والمؤازرة، وكذا الشعب الفلسطيني في فلسطين والمنافي والشتات، وهو أمر يؤكد أن ميزان فلسطين في الصين كان وسيبقى ثِقلًا “طابشًا” إلى عهود طويلة قادمة ولا نهاية لها سوى بنهاية الحياة البشرية على هذه الكرة الأرضية، وبانتفاء هذه “الكرة” نفسها من الوجود المادي، ذلك أن الاصطفاف الحزبي والحكومي الصيني إلى جانب الشعوب المقهورة لا يتراجع قيد أنملة، ويُحافظ على توجهاته، بعيدًا عن أية “بيريسترويكا”، وفي مواجهة أية عملية “غلاسنوست سوفييتية” إنقلابية سيئة الصيت والذِكر إلى نهاية الخليقة.
في شريط الأخبار، أعلنت وكالة أنباء (شينخوا) الرسمية الصينية، أن (إسرائيل) وحماس توصلا إلى اتفاق توسطت فيه مصر لوقف القتال ولإنهاء إراقة الدماء، التي استمرت 11 يومًا. وزادت، أن (إسرائيل) تشن غارات مكثفة على القطاع الفلسطيني بضربات جوية وقصفًا مدفعيًا وهجمات بطائرات بدون طيار منذ 10 مايو.. وتحدثت عن “انتهاك (إسرائيل) للمسجد الأقصى في القدس”.
الموقف الصيني من فلسطين “طابش”، وهو إلى جانب القدس والأرض المحتلة، وهو ثابت لا تغيير عليه منذ تأسيس الدولة الصينية الحديثة، ولن يكون فيه أي تَبْدِيل أو تَحْوِيل، فلا يوجد أي مصلحة ضيقة للصين في دعم فلسطين الرازحة تحت نير احتلال أجنبي استعماري بشع، غير قضيتها للانسجام مع موقفها النضالي للمساهمة بتقديم واجبها استنادًا إلى عقيدتها وأيديولوجيتها الاشتراكية التي يتمسك بها الحزب الشيوعي الصيني الحليف، مساندةً لشعب فلسطيني يتألم منذ زمن طويل، فلم تأخذ الصين شيئًا لنفسها من فلسطين طوال السنوات الماضية، بل إنها أعطت فلسطين كل ما تستطيع منحه لشعبنا الفلسطيني وقياداته الفلسطينية، فقد كان مقاتلو الثورة الفلسطينية يتدربون عسكريًا على يد الجيش الشعبي الصيني وعلى أرض الصين بالذات، وكانت الأسلحة الصينية تنهمر كالمطر من بكين على كل تنظيم فلسطيني يريد القتال لمصلحة وطنه وشعبه وانعتاقه، وأذكر أنا منذ طفولتي السوفييتية والروسية، كيف أن الصين كانت ومنذ بداية حقبة الزعيم المؤسس ماوتسي تونغ العظيم شهيرة كما هي الآن أيضًا بتقديم كل تأييدٍ لفلسطين، ومنذ اعتماد سفارة فلسطين في بكين تدفع الصين كل مصاريف هذه السفارة، ضمنها الرواتب الشهرية للدبلوماسيين الفلسطينيين، ونفقات التمثيل الفلسطيني الدبلوماسي في الصين، وغيرها الكثير من عناوين وأشكال الإسناد الصيني المالي والمادي والمعنوي والدبلوماسي والسياسي لفلسطين – كنعان.
شكرًا للمواقف المبدئية لجمهورية الصين الشعبية المؤيدة لفلسطين منذ تأسيس الدولة الاشتراكية، والشكر موصول للأمين العام / الرئيس شي جين بينغ، وحكومته وبلاده والشعب الصيني الصديق برمته.
*كاتبة وإعلامية وحاملة أُوسمة وشهادات تقدير من رؤساء دول وحكومات صديقة.