يا جلالة الملك… جزّوا كرامتنا العسكرية… وقصوا احلام أبناءنا الغضية ** بقلم الكاتب والمحلل الأمني د. بشير الدعجه.

جلالة سيدنا وقائدنا وفي كل مناسبة سياسية او اجتماعية او اية مناسبة… لا يألوا جهدا في توجيه كافة القطاعات والمسؤولين الى ايجاد فرص عمل لاخوانه وأبنائه المتقاعدين العسكريين لتحسين ظروفهم المعيشة التي يعرفها جلالته بتفاصيل التفاصيل بحكم خدمته العسكرية الطويلة وتفقد أحوالهم باستمرار….ويؤكد على ذلك بإستمرار..
لكن وكما يبدو أن البعض اساء فهم ذلك او التقط توجيهات الملك واوامره خطاً… فكانت بعض مخرجات ذلك دون مستوى طموح المتقاعدين العسكريين…
وقلصوا طموحات المتقاعدين العسكريين في توفير سبل العيش الكريم من تعديل رواتبهم وتوفير فرص عمل تتناسب وشرف الجندية التي افنوا أعمارهم دفاعا عنها وتليق بهم كحماة للارض والعرض…وتقدر تضحياتهم على مر سنين الخدمة العسكرية… وتأمن لهم حياة كريمة تجنبهم العوز والحاجة في آخر مراحل العمر… جزوها إلى إلى حاجات ثانوية لا تغني ولا تسمن من جوع ولا تخدم السواد الاعظم من المتقاعدين العسكريين…
وتواصل مسلسل تقليص متطلبات المتقاعدين وجزها إلى أن وصلت إلى أعمال لا تليق برتبهم العسكرية وشرف وكرامة الجندية…وعزة وأنفة العسكري الذي تربى من اول يوم له في العسكرية على رفع راسه عاليا ونظره يعانق السماء…وصلت إلى دعوتهم للقيام باعمال لا تتناسب ومكانتهم العسكرية التي هي مقدسة لدى قائدهم الأعلى… ولدى كل مواطن شريف… بل تعدى ذلك إلى دعوة أبنائهم إلى هذه الأعمال… هؤلاء الأبناء الذين يروا بأبائهم المثل الأعلى والقدوة الرفيعة… ويسعوا جاهدين لتقليد آبائهم بالالتحاق بالحندية والعسكرية كمشروع شهداء دفاعا عن الوطن… ولكن للأسف تم دعوتهم مع قدوتهم ومثلهم الأعلى إلى جزّ (قص) صوف الخراف والتيوس والعبر والثنية والنعاج الهرمة…
يا جلالة الملك… لقد جزوا شرف جنديتنا… هذه الجندية التي كانت ومازلت تجزُّ رؤوس الأعداء وتسلخ رؤوسهم… فحولنا من جزّ الرؤوس وقطعها… إلى جزِّ الثنايا والجديان والطليان….
وحولوا سيوفنا من حزِّ الرقاب… إلى حزِّ جلود الاغنام والماعز…وتعدى ذلك إلى احلام ابنائنا من طيار مقاتل يحلق عاليا في سماء الوطن لقصف عدو وجاسوس وخائن يتربص بالوطن بصاروخ من فوق الغيم… إلى راعٍ يركض وراء خاروف او جدي… نظره في الأرض إلى (كرعان) جدي او خاروف ليغير عليه وينبطح أرضا لجزِّ صوفه وحزِّ جلده بمقص حلالٍ باذح…
يا سيدي… ليت الدعوة وجهت للمتقاعد العسكري… فهو (سيبلعها) كما بلع غيرها من منغصات غصة قلبه وكرامته قبل معدته… سيعتبر دعوة الجز والسلخ كغيرها من المنغصات….
يا جلالة الملك لقد اغضبتنا هذه الدعوة واشعرتنا بانه لاقيمة لنا… وانحدرت كبرياؤنا وانفتنا من النظر الى أعالي السماء كنسور جارحة… تجزُّ رؤوس الأعداء وخارقي القانون… كما تربينا… إلى جزازي صوف أغنام وماعز…

جلالة الملك أناشدك بالله العلي العظيم… ان يكف عنا كل جزاز صوف… او سالخ أحلامنا… واحلام أولادنا… ويتركونا نعيش بكرامتنا وعزتنا… كرامة وعزة الجندية التي لا يطاولها شرف… وان يتركوا احلام وامنيات أبناءنا دون حبال (يكربسوهم) بها… او يطاردوهم بمقص حلال باذح… لا نريد شيئاً… لا نريد تحسين معيشتنا… بعد هذه الدعوة… دعوة جزّ الصوف…وقص شعر التيوس.. وجز صوف الخرفان والعبر والجديان.. فقد حطمت أحلامنا بوظيفة او عمل نعتاش منه حياة كريمة . … فلا أمل لنا بذلك بعد الجز والقص والحز … ولا نطلب الا حفظ كرامتنا… واحترام جنديتنا… وتقدير شعار المجد والفخر الذي اعتمرنا به عدة عقود… وتقدير حزّ (البرية) الذي أكل من جلدة رؤوسنا سنوات طويلة… وليس حز مقص حلال على ظهر خاروف او جدي… واحترام ايدي جزت رؤوس اعداء وخارجين عن القانون… وليس أبدى تجزُّ صوف نعجة هرمة..وعنز خرابة… وللحديث بقية..
ملاحظة
****
نحترم كل راعي أغنام.. وما رسول الا ورعى الغنم… لكن لكل عمل له عماله… والعسكري وظيفته جز رؤوس الأعداء.. وحز الرقاب.. وقص ابدي كل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن والمواطن… وليس جز صوف الاغنام….
#د. بشير الٌدّعَجَهْ… احد المدعوين لجز الصوف مع ابنائه…