أسامة الرنتيسي –
لنقرأ الحالة العامة بهدوء برغم الصخب الذي يعتري أيامنا والأحداث.
لم يمر علينا في سنواتنا الأخيرة حكومة بهذا الغياب والضعف مثل حالنا مع الحكومة الحالية، وحتى عندما تتأزم الأحداث فإن أداء الحكومة باهت وتنتظر الساعات ليوم يومين حتى تبرد الحالة ويتجاوز المجتمع تداعياتها.
حسب الاستطلاعات فإن هذه الحكومة تفوقت على حكومة الدكتور عدنان بدران في احتلال الموقع الأخير في تقويم أداء الحكومات.
حضور الحكومة في أزمة ولغز انقطاع الكهرباء مثل غيابها، ولو بقيت غائبة عما أعلنت عنه لكانت الحال أفضل.
أيعقل أن ليس لدينا جواب واضح لسبب الانقطاع الشامل للكهرباء لعدة ساعات، ويحتاج الأمر إلى الاستعانة بشركة أجنبية لتفيدنا بما حصل؟.
حضور الحكومة في معظم الملفات والأحداث التي وقعت في البلاد مؤخرا من فاجعة مستشفى السلط، إلى قضية “الفتنة” إلى حرب القدس وغزة يشبه الغياب وأكثر.
أما مجلس النواب، فقد كانت الجلسة الأخيرة وطريقة النقاش في فتح موضوع الكهرباء غير المدرج على جدول الأعمال غريبة عن العمل البرلماني، وكان رئيس المجلس ضعيفا في قيادة الجلسة.
صحيح أن مجلس النواب قد وقع في فخ مذكرة الـ 130 نائبا وتم تجاهلها، والتغاضي عن طرد السفير الصهيوني من الأردن، وعليه أن يبحث عن عناوين أخرى لافتة للنظر، لمسح تداعيات مذكرة الاجماع النيابي من عقول المواطنين، لكن يحتاج الأمر إلى الالتزام بالنظام الداخلي وليس تجاوزه وشتمه.
لم يسأل أحد من النواب، ولم يعلق رئيس المجلس على مصير المذكرة التي أعلن في الجلسة السابقة وصولها إلى رئاسة الحكومة، فهل بهذا السلوك النيابي يتم تعزيز دور البرلمان في الحياة السياسية.
لن ننتظر كثيرا رحيل الحكومة، وتشكيل حكومة جديدة، وليس مهما الاختلاف على تسميات الحكومة المقبلة “حكومة تمثيلية، حكومة وحدة وطنية، حكومة شخصيات، الخ … ” المهم (ما دمنا حتى الان لم نصل إلى تغيير نهج تشكيل الحكومات) نريد حكومة جديدة ببرنامج إصلاح جدي، ومقبولة من كل الأطياف السياسية الوطنية.
بالمناسبة؛ هناك تقديرات ومعلومات تشير إلى توجه رفع أسعار الكهرباء خلال الاشهر المقبلة، إذا تم ذلك فهل يجد مجلس النواب له وجها يلاقي فيه الشعب إذا وافق على قرار رفع أسعار الكهرباء، وما هي المبررات التي سوف يقدمها لقواعده الشعبية…
الدايم الله….