تزامنا مع الإضراب العام الذي أعلنه الاتحاد العمالي العام، نفذ اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في الشمال اعتصاما حاشدا عند مدخل مدينة طرابلس الجنوبي، بمشاركة نقابة المحامين ورابطة التعليم الأساسي ولجان سائقي الباص والميني باص ونقابة سائقي الشاحنات.
وشارك في الاعتصام رئيس الاتحاد العمالي بشارة الاسمر ورئيس اتحادات النقل البري بسام طليس ونقيب محامي الشمال محمد المراد ورئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في الشمال شعبان بدرة، وممثلون عن عدد كبير من النقابات العمالية وروابط المعلمين وسائقو السيارات العمومية وباصات النقل الداخلي وسائقو شاحنات النقل الخارجي والداخلي.
وتجمع المعتصمون عند الاوتوستراد وسط حضور مكثف للجيش وعناصر قوى الأمن الداخلي، الذين عملوا على تنظيم حركة المرور في المنطقة.
الأسمر: الأمور ذاهبة نحو الأسوأ
وقد أكد الأسمر أن “طرابلس تعاني ما تعانيه من أزمات وفقر وحرمان، لذلك كان التحرك في طرابلس ضروريا وان يكون البداية وان تطلق الصرخة من هنا من أجل تأليف حكومة انقاذ واختصاصيين بعيدا عن المحاصصة، وان يكون عندها الإمكانية لمباشرة حوار وعلاج”، مضيفا أننا “نعيش أزمة اقتصادية خانقة تؤدي إلى انهيار شامل في المؤسسات، والأمور ذاهبة نحو الأسوأ، لذلك كان لا بد من صرخة حتى تستقيم الأمور”.
واعتبر الأسمر في كلمة له خلال الاعتصام أن “أول الاستقامة يكون تأليف حكومة، وكل ما عدا ذلك هو ضرب من المحال”، مشيرا إلى ضرورة أن تكون “حكومة انقاذ قادرة على بداية معالجة، لتنظر في الدعم واستمرار الدعم ليس من أموال المودعين ابدا، بل نذهب إلى بطاقة تمويلية تشمل 750 الف عائلة إلى مليون عائلة، وأن تمول بطرق علمية وبمساعدات، وليس بأموال الناس”.
وشدد على أن “أي زيادات عشوائية ناتجة عن رفع الدعم كزيادة أسعار المحروقات أو أسعار السلع والأدوية، ستؤدي إلى كارثة حتمية وإلى تباطؤ الاقتصاد وتوقف الحركة الاقتصادية، وإلا كيف سيتمكن الموظف من التنقل بسعر صفيحة بنزين 150 الف ليرة، كيف سيتمكن المريض ان يعيش بدواء سعره أكثر بعشر مرات؟ ما هو مصير المستشفيات والاستشفاء؟ واليوم عندما يدخل أي مريض إلى المستشفى يتحمل فروقا كبيرة”.
ورأى أن “كل رفع عشوائي وزيادات عشوائية بدون خطة بديلة، ستؤدي إلى انهيار القطاع الصحي كاملا والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وتعاونية الموظفين والألوية الطبية والهيئات الضامنة جميعها”، لافتا إلى أننا “أمام مشكلة كبيرة ونتمنى وسنطلب وسيكون الطلب في حالة تصاعدية حتى الوصول إلى مطالبنا”.
وختم قائلا إنه “اذا بقيت الأمور على ما هي عليه، نحن ذاهبون إلى تصعيد تصاعدي أكثر فأكثر”.
وفي اعتصام آخر أمام مقر الاتحاد عند كورنيش النهر، أكد الأسمر إن قضيتنا المركزية هي تشكيل حكومة إنقاذ من اختصاصيين فورا”، معتبرا انه “من دون حكومة لا معالجات”.
ورأى ان “لبنان بحاجة إلى 5 سنوات من الإغاثة إذا بدأنا اليوم، ومن أين سيتم تأمين الأموال؟ هل من أموال المودعين؟”، وقال: “سنبادر الى توسيع الحلقة النقابية باتجاه جبهة نقابية واحدة تواكب التطورات في لبنان”، مؤكدا انه “آن الأوان لتشكيل حكومة في أسرع وقت”.
طليس: الصرخة واحدة والهم واحد
بدوره، أكد طليس أن “الوجع واحد، الصرخة واحدة والهم واحد لا فقير وغنيا في لبنان، ولا طبقة وسطى، الكل موجوع والكل متألم”، مشيرا إلى أننا “كقطاع لن نرضى أن يتحمل المواطن والعامل والموظف والطالب اي أعباء إضافية تحت عنوان رفع الدعم، لهذا السبب ليس هناك من رفع للتعرفة، وسنذهب إلى معركة دعم القطاع ببعض صفائح البنزين والمازوت المدعومة وأيضا بعض قطع غيار السيارات وصيانتها”.
وقال إننا “عندما ندعم السائق العمومي نكون بذلك عملنا على دعم المواطن والموظف، خاصة أن الدولة اللبنانية والقطاع الخاص حتى الآن لم يحركا ساكنا على الإطلاق لا بتعديل المعاشات ولا بتعديل النقل”.
وختم طليس قائلا إن “المعركة مفتوحة، بدأناها من الشمال وتنطلق إلى أكثر من منطقة وصولا إلى الاعتصام العام أمام الاتحاد العمال العام”، وتوجه إلى السائقين في كل لبنان من الشمال قائلا: “نحن مستمرون في معركة الدفاع عن مصالح السائقين العموميين، وبالنسبة للمعاينة اقول لكل اللبنانيين وخاصة أصحاب المعارض مشكلتنا ليست معكم مشكلتنا ومشكلتكم مع الدولة في تطبيق القانون.. وبئس هذا الزمن الذي تحولنا فيه إلى مدافعين عن القانون والدولة لا تهتم بذلك”.
طبيخ: الشعب يئن في ظل تآكل الرواتب
من جهتها، اعتبرت طبيخ أن “لبنان يحتضر وان المعلمين متمسكون بإنقاذ ما تبقى من وطن”، داعية “لتشكيل حكومة إنقاذية، فالشعب يئن والرواتب تآكلت والقدرات الشرائية للمعلم وكل الشعب صفرت”.
وقالت: “صانعو المستقبل بلا ضمان اجتماعي ويذلون عند محطات الوقود، انه الاحتضار الكبير”.
الاتحاد العام لنقابات السائقين وعمال النقل يشارك في اعتصام الاتحاج العمالي العام عند كورنيش النهر
هذا وشارك الاتحاد العام لنقابات السائقين وعمال النقل في لبنان برئاسة رئيسه مروان فياض في تجمع جرى عند مستديرة الدورة صباح اليوم، حيث جرى قطع الطريق وسط انشار أمني مكثف، دعما ومشاركة في الإضراب الذي دعا إليه الاتحاد العمالي العام في لبنان.
وتوجه المعتصمون للمشاركة في الاعتصام المركزي الذي يقام في مقر الاتحاد العمالي العام – كورنيش النهر.
وأوضح فياض أن “التحرك يهدف الى تحقيق مطالب السائقين العموميين، وأولها الحصول على صفيحتي بنزين بسعر خمسة وعشرين ألف ليرة، وثانيها الحصول على مبلغ خمسمائة ألف ليرة شهريا لتغطية فروقات كلفة قطع الغيار، وثالثها أن يدفع كل الشعب اللبناني رسوم الميكانيك من دون المرور بالمعاينة الميكانيكية، بالاضافة الى عدم رفع الدعم عن المحروقات والمواد الغذائية، وتشكيل حكومة جديدة في اقرب وقت”.
الاضراب شمل مدارس واتحاد نقابات العمال في مدينة صيدا
واستجابت مدارس وثانويات القطاعين العام والخاص في مدينة صيدا لقرار هيئة التنسيق النقابية والاتحاد العمالي العام بالاضراب، ونفذ اتحاد نقابات العمال في المدينة والجنوب اعتصاما في ساحة بلدية صيدا للمطالبة بتسريع تشكيل حكومة انقاذ لوقف الانهيار الاقتصادي والمالي الذي تعاني منه مختلف شرائح المجتمع اللبناني.
وتابعت الهيئة الادارية لرابطة موظفي الادارة العامة تحركاتها الاخيرة، وامتنع موظفو القطاع العام في سرايا صيدا الحكومية عن الحضور الى مكاتبهم، في ظل استمرار الظروف الاقتصادية والضغوط النفسية والمالية التي يتعرض لها الموظف، وتجاهل المسؤولين لمطالب الموظفين التي تشكل الحد الأدنى المطلوب للاستمرارية.
وكالات