أسامة الرنتيسي –
الأخطر؛ أن ينكفىء الفلسطيني على ذاته ويعلنها صراحة..يا وحدنا..
لا تخرج سيدة فلسطينية مجروحة من مذبحة أو من تحت الركام، إلا وتصرخ عبر الفضائيات، “وينكم يا عرب وينكم يا حكام العرب ألسنا من لحمكم ودمكم….”.
كم يحتاج العالم، العرب أولًا، من المجازر والمذابح حتى يقول كفى ؟!، وإلى أين سيصل الدم الفلسطيني الذي يكاد أن يقفز بفوران ساخن من شاشات الفضائيات ليقول للعالم أين أنتم؟!.
لم يشاهد العالم مجازر تُبث على الهواء مباشرة كما يشاهد المجازر بحق الفلسطينيين، تختلف فيها فقط الأسماء والأماكن والأرقام.
حتى الفلسطيني المختبىء تحت عباءة الأونروا وعلم الوكالة لم يفلت من المذبحة، في مدرسة الفاخورة تكومت الجثث فوق بعضها ظهر السبت، في مشهد يذكر بشهداء ملجأ العامرية.
وتل الزعتر، إشارة للفلسطيني بأن عليه أن لا ينسى وتبقى محفورة في الذاكرة الحية، فتل الزعتر في لبنان لا يختلف عن تل الزعتر في خانيونس، لم يختلف القاتل، وتل عن تل لا يفرق، مثلما قال الشهيد غسان كنفاني “خيمة عن خيمة لا تفرق”.
كأن هناك من يدفع الفلسطيني كي يرفع الصوت عاليا يا وحدنا، فبعد أكثر من 12300 شهيد و30 ألف جريح، ومثلهم لا يزالون تحت الأنقاض، هناك من أبناء جلدتنا وعلى مستوى القيادة الأولى يصف ما وقع في 7 أكتوبر بالبربرية والهمجية متناسيا مئات المذابح بحق أبناء الشعب الفلسطيني، فهل نلوم بعد ذلك “رأس الحية” أميركا التي ترفض بعد كل هذه المذابح أن توقف العدوان على الشعب الفلسطيني.
والعرب العاربة، عقدوا منذ 10 أيام مؤتمرا (عربيا وإسلاميا)، وخرجوا ببيان ختامي يضم 31 بندا، أحدها كسر الحصار على قطاع غزة، وما زال القرار معلقا في الهواء حتى اللحظة، فلا تدخل إلى غزة قطرة وقود، أو كاسة ماء أو طرد غذائي إلا بموافقة الصهاينة ورضاهم.
شكرا للأردن الذي كسر الحصار بأول إنزال جوي مظلي (بالتنسيق أو بغير التنسيق) لتصل الأدوية والمعدات الطبية إلى المستشفى الأردني الميداني، الذي استهدف وجرح 7 من كوادره جراء الهجمات الصهيونية البربرية.
هل تصدقون أن المحكمة الجنائية الدولية أعلنت تقدم 5 دول بطلب للتحقيق في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ليس من بينها دولة عربية واحدة، بل ضمت الدول الأطراف الخمس، جنوب أفريقيا، وبنغلادش، وبوليفيا، وجزر القمر، وجيبوتي”.
حتى السلطة الفلسطينية لم تتجرأ أن تكون من هذه الدول؟!
الدايم الله…