” مقدِّمة”
مفردة “السؤال” وحدها تحيل إلى الحرية المطلقة في تقليب الأفكار على وجوهها، ربّما هدمها من الأساس والبناء على أنقاضها، كما أنَّها من أسس مواجهة المجازر وحرب الإبادة التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني في غزّة والضّفّة، من قِبَل الاحتلال الاسرائيلي٠
في هذا الملف نلتقي بعدد من الكُتّاب العرب الذين يُقدِّمون لنا رؤاهم حول ماذا يحدث في غزّة؟
وما يستدعي الدرس والتمحيص والنقاش والجدال والنقد، لأنّ الأشياء تحيا بالدرس وإعادة الفهم، وتموت بالحفظ والتلقين.
الأستاذ حسين منصور من مصر يكتب لنا من زاويته “ماذا يحدث غزة”؟
صحوة شعبية جراء طوفان الأقصى
حسين منصور/مصر
هناك صحوة على مستوى الشعوب، ومن الممكن أن نسميها صحوة دائمة، لأنّ سيرة الصراع متداولة بين الناس، بيوت كثيرة وعلى الأقل قرى مصرية، وهنا أحدِّد مصر لأنّها أكثر الدول انخراطا في الصراع العربي الإسرائيلي. قدّمت شهداء منذ حرب 1948 مرورا بـ 56 وتنتهي بأكتوبر 1973، وهذا يؤكد أنّ هناك عدوّا واحدا علينا أن نكون غير مطمئنين له مهما تمّ من اتفاقات سلام معه، ويكفي أنّ التطبيع ما زال متحقِّقا على المستوى الرسمي ومرفوضا على المستوى الشعبي.
هناك مظاهر تتكرّر مع كلّ حدث كبير يمرّ على الأرض الفلسطينية، أوضحها التظاهرات الكبرى التي تنفجر في كثير من الدول العربية خاصّة الدول التي عانت من الاحتلال: مصر والجزائر وتونس ومنها موقف الأزهر وهو يمثل مؤسسة شعبية أكثر منها مؤسسة رسمية، وقد تابعت وأنا أحد العاملين بالأزهر انعكاس موقفه على فعاليات توعوية بقضية فلسطين، وعلى مستوى المعاهد الأزهرية في طابور الصباح، والأنشطة الثقافية ويتعلق بالتأثير المباشر لمظاهر الوعى الشعبي فإنّه لا يمكن إغفالها، اتّضح هذا في موقف الرئيس المصري من قضية التهجير، وأرى أن هذا الموقف بني على أساس قوة الظهير الشعبي، ومراعاة الحكومات لذلك لدرجة الخوف الحقيقي، هذا ما أراه ..وهناك مظهر آخر لقوة الوعي الشعبي من تفاعلات على مواقع التواصل الاجتماعي بصورة جعلت إدارة فيس بوك تقوم بحذف تدوينات وحجب صفحات من الوصول للمتابعين، هذا على المستوى العالمي.