وسعت رقعة المعركة العسكرية بين حزب الله واسرائيل في الايام الماضية بشكل واضح، مع فارق واضح في ارادة الجانبين، اذ ان اسرائيل تبدو متحمسة للتصعيد، في حين ان الحزب غير مستعجل للوصول الى مراحل متقدمة من الإشتباك، وهذا ما يظهر بشكل واضح على الاداء الميداني والعسكري، اذ باتت المعركة اوسع بكثير من كونها معركة حدودية.
يحاول حزب الله ان يرد على توسيع اسرائيل لشعاع استهدافاتها بقصف اهداف عسكرية، حتى لو كان تخطي تل ابيب للقواعد الاشتباك المرسومة منذ السابع من تشرين الاول يتم عبر استهداف المدنيين، اذ يصر الحزب على ان يكون الردع بإصابة العسكريين وإيلام الجيش الاسرائيلي، وهو في الواقع نجح حتى اللحظة برسم معادلات تحيّد إلى حد كبير المدنيين اللبنانيين من دون ان يضطر لان يقصف المناطق المأهولة بالمستوطنين.
حتى ان حزب الله الذي تلقى في الايام القليلة الماضية الاستهدافات الاسرائيلية البعيدة عن خط الاشتباك الحدودي والتي طالت اهدافاً غير مرتبطة بالمعركة الحالية، قرر الرد بشكل حازم وبالنار على التصعيد الاسرائيلي وايصال رسالة تقول بأن التصعيد سيقابله التصعيد وان الحزب لا يتهيّب تدحرج المعركة الى حرب مفتوحة.
لذلك استهدف الحزب منصات القبة الحديدية البعيدة عن الحدود مسافة 7 كلم، مستخدماً مدافع ثقيلة تستعمل للمرة الأولى ومحققا اصابات مباشرة، الامر الذي يعني ان هناك رسائل واضحة قرر الحزب ايصالها، اولها ان شعاع المعركة يمكن توسيعه ايضا في الجانب الاسرائيلي وثانيا ان من استطاع اصابة منصات القبة الحديدية يستطيع اصابة المستوطنات او تجمعات الجنود.
ولعل الحزب تقصّد استهداف القبة الحديدة للقول انه يمهد الارضية للتصعيد الكبير في حال قررت تل ابيب الرد على الرد، بمعنى ان استهداف القبة الحديدية سيفتح الباب امام اطلاق الصواريخ وتحقيق اصابات فعالة، وقد تكون هذه الرسالة هي الاخطر التي يوجهها الحزب منذ بداية الحزب وهي بطبيعة الحال رد على قيام الطائرات الاسرائيلي بقصف اهداف معدة سلفا. فهل تتوسع المعركة بالرغم من محاولة الردع؟
ستحدد كيفية رد اسرائيل على خطوة الحزب العسكرية طبيعة المعركة في الايام المقبلة وما اذا كان التدحرج سيبدأ وإن ببطء، ام ان المعركة ستعود الى وتيرتها الاولى وتنحصر نهائيا عند الحدود. كل ذلك سيكون حاضراً في حسابات المعنيين، اذ ان الحزب لم يذهب الى توجيه هذه الرسالة الا بعد تجهيز الارضية العسكرية للرد على اي رد اسرائيلي ومهما كانت النتائج..