سلط عدد من الخبراء والباحثين في مجال العلوم الضوء على أهمية العمل على صياغة برامج توعوية حول تطبيقات سياسة الحد من الضرر والدور الذي تلعبه في حماية الصحة العامة وأهمية تبني هذه التطبيقات كنهج حياتي للمستقبل من أجل السيطرة على المخاطر والأمراض الصحية، وتحديداً تلك الناجمة عن عدد من السلوكيات والعادات اليومية.
هذه التوصية جاءت على هامش إحدى الجلسات التي عقدت في إطار قمة مصر الأولى للحد من المخاطر، التي أقيمت مؤخراً، تحت شعار “تمكين التغيير الفعال”.
وكانت الجلسة قد شهدت مشاركة الباحث العلمي في جامعة باتراس باليونان، الدكتور كوستانتينوس فارسالينوس. هذا وقد أشار الدكتور فارسالينوس خلال حديثه في الجلسة، إلى أن الأفراد يقومون بالعديد من تطبيقات الحد من الضرر بشكل يومي في حياتهم، من خلال بعض من السلوكيات والعادات التي ينتهجونها أو يميلون إليها في المنزل أو الشارع دون عمد أو إدراك عميق للأبعاد الإيجابية على الصحة لسلوكياتهم وعاداتهم، مقابل اتباع الكثير من السلوكيات والعادات الخاطئة من قبل غيرهم، والتي تنطوي على انعكاسات سلبية على الصحة.
وقد فارسالينوس بعضاً من السلوكيات الخاطئة التي لا يعي معظم الأفراد مخاطرها والأمراض المرتبطة بها، ومدى تأثيرها على تراجع الصحة المجتمعية العامة، مثل نمط الحياة الخامل دون ممارسة أية تمارين رياضية، ومثل تدخين السجائر.
وأشار فارسالينوس بأن التوعية وإيصال المعلومة هي حق من حقوق كل فرد، كما أنها لها دور في تقليل المخاطر؛ كونها تسهم في التحفيز على اتخاذ القرارات الصحيحة، موضحاً بأنه يمكن مجابهة السمنة على سبيل المثال باتباع نمط حياة صحي يقوم على الرياضة والنظم الغذائية السليمة، فيما يمكن الحد من الأمراض المرتبطة بالتدخين وتقليل معدلات المدخنين من خلال التحفيز على التحول للمنتجات البديلة المثبتة علمياً والخاضعة للتنظيم، في حال الرغبة بالاستمرار في التدخين من قبل المدخنين البالغين، وإن كان الخيار الأفضل على الإطلاق يتمثل بعدم الانخراط في هذه العادة من الأساس.