“أمي وأعرفها” ل طمليه بمكتبة شومان

عقدت مبادرة نون للكتاب مساء السبت الموافق ٠٣-٠٢-٢٠٢٤ جلسة في مكتبة عبد الحميد شومان في جبل عمان ناقشت فيها رواية “أمي وأعرفها” للروائي أحمد طمليه. بدأت الجلسة بالترحيب بالحضور وقدم الناقد أسيد الحوتري الروائية صفاء الحطاب التي قدمت بدورها الروائي أحمد طمليه، وسردت ملخصا لروايته التي تدور حول شخصية شاب مشوش ومشتت يدعى فؤاد يبحث عن فتاة أحلام تبلل ريقه ولا ترويه أبدا، وأثناء هذا البحث تدور قصص كثيرة جانبية تصور سكان المخيم الذي يعيش فيه فؤاد، والنكبة والنكسة وغزو الكويت. عرضت الحطاب أيضا قراءتها النقدية التي أشادت بالرواية التي التقطت مشاهد حياتية عادية من حياة سكان مخيم الحسين في العاصمة عمان، وحولت هذه المشاهد إلى أدب، وإلى صور صارخة تدق جدران الخزان. قامت القراءة النقدية على دراسة: اسم الرواية، وشخصيتها، والسرد، والزمكانية، والحبكة، والخرجة: النهاية.
أضاء الحوتري بعد ذلك على المخيمات الفلسطينية عموما وعلى المخيمات في الأردن خصوصا حيث أوضح أسباب وجودها وأسماءها، وعددها وأمكان تواجدها، وعدد سكانها.
كان محور النقاش الأول عن اسم الرواية وارتباطه بمضمونها، فأعرب الأستاذ طارق عودة عن إعجابه بالعنوان معتقدا بأن الرواية ستتحدث عن الأم إلا أنه تفاجأ من دورها البسيط في الرواية، أما السيدة نسرين عبدالله فقد رأت بأن الأم في العنوان جاءت مجازا وأنها قد تمثل كل الأمهات. ثم أوضح الكاتب المعنى معاكس للعبارة المتداولة “هذا ما بعرف أمه”.
المحور النقاشي الثاني كان حول انطباع القراء عن الرواية وملاحظاتهم. أبدت الدكتورة سلوان إبراهيم مجموعة من الملاحظات حول الرواية وخلصت إلى أن الرواية بحاجة إلى تحرير. وفي مداخلته أشاد الروائي محمد العمري بالعمل، إلا أنه بحاجة إلى إعادة تدقيق. كان للشاعر والروائي سمير القضاة مجموعة كبيرة من الملاحظات أيضا أكدت ما ذهب إليه الآخرون من حيث التحرير والتدقيق، مع ذلك فقد أشاد باللغة الشعرية للرواية التي جعلت القارئ يغوص في بحرها بسلاسة. كما وأشار القضاة إلى استخدام طمليه اللغة الثالثة التي تحدث عنها توفيق الحكيم والتي هي بين الفصحى والعامية.
وفي مداخلتها أكدت السيدة اعتماد سرسك على كون الرواية ماتعة ومشوقة وأنها اشتملت على مجموعة من الرسائل والأخلاقية.
أشار السيد سعيد حمد الله هديب إلى كون الرواية ماتعة ومشوقة لأنها تصور مكانا نعرفه ونعيش فيه، وزمانا عشناه ونتذكره.
اعتبر السيد علي الفاعوري أن عنوان الرواية مَثّلَ شَرَكا للقارئ، وهذا لا بأس به، وأن الغرائبية التي رافقت الواقعية في نص أضفت عليه نكهة مميزة، وأشاد باللغة الشعرية التي دغدغت مشاعر القارئ وحركت عواطفه.
سلط الحوتري الضوء على فلسفة فؤاد في الحياة والحب والتي تمثل شكلا من أشكال الزهد، ففؤاد يبحث عن فتاة “تبل ريقه…فالارتواء إشارة الكفاية وهو لا يريد أن يكتفي منها”(٩)، فلسفة تقوم على الاكتفاء بتذوق المتع لا افتراسها، على الرغم من ذلك فلقد ناقض فؤاد نفسه وحاول أن يفترس بهية. أوضحت القاصة سمر السيد أن ما قام به فؤاد تجاه بهية كان بسبب عجز المجتمع الذي يعيش فيه عن التعبير عن مشاعره بالصورة الصحيحة كما صوّر طمليه في روايته.
وفي نهاية المناقشة تم التوجه بالشكر والعرفان إلى المضيف مكتبة عبد الحميد شومان وأمينها السيد سعيد سلمان، والحضور الكريم، وقُدمت درع تذكارية للروائي أحمد طملية والذي أهدى إلى الحضور نسخا من روايته الجديدة “على سبيل المثال”.