كنت بالاول ارفض استهلاكها في وصف الحوارات . و لكن بعدما كشف عن
اللجنة و أعضائها، فاعتقد جازما ان اللجنة هدية لمراكز
قوى كلاسيكية نافذة ، و هدية للمرحلة السياسية الراهنة بكل عطبها وعطلها السياسي .
صحيح من المبكر الحكم على اللجنة . و لكن العرب قالت :الكتاب من عنوانه يقرأ. العضوية طبخت على نار هائجة و سريعة ، ولَم يجر التريث و التروي في الخيارات و الاسماء المطروحة .
التمثيل قاصر و مشوش .. اين الشباب مثلا ، والشباب هنا لا اقصد عمرا إنما فكرا ويقظة .. واين القوى الحية التي تحرك الشارع و وليدة المعارضات الجديدة ؟ اللجنة ولدت تعض بطنها ، و اللجنة ولدت تضع مطبات سياسية في طريق عملها .
من سيقود الاصلاح ؟ و هل الاصلاح يحتاج الى قيادة ام إرادة ؟ سؤال .. لنفترض في طرحه العودة الى جذر حراك الاصلاح السياسي في الاْردن ، ومنذ حوالي عقد من الزمن فرخت موجات الاصلاح الضاغطة عددا من اللجان و احتشدت بها ذات الاسماء الواردة في لجنة اليوم .
الحوار لا رأس له .و الحوار اكثر ما يحتاج الى طولة مستديرة بلا زوايا ..ولا يحتاج الى تمثيل لوني وجندري و عرقي و جغرافي وعشائري و قبلي ،و عقائدي ،وهوياتي .
لا مجال للترف والتسلية و الاستهلاك وإضاعة الوقت ، وكلفة العبث واللعب في الاصلاح السياسي خطيرة ، وما عاد الاْردن الراهن يحتمل فاتورتها .
و في صلب الاصلاح السياسي الاهم النية الصافية، و بالايمان بقيم الديمقراطية والحريّة و التنوع ،والحكم الرشيد والعادل .. و الاهم ايضا ثقة الاردنيين في الوجوه الداعية للإصلاح ، ولربما ان الملاحظة الاخيرة هي الأكثر اهمية ان لم يخونني التقدير .
ودمتم بصحة وعافية .