نناشد القيادة العليا اخضاع ملف المخدرات لفحص شمولي عاجل، ذلك ان الداء يختبيء في العمق، والفحص الظاهري المعتمد حاليا لا يكفي، وسبب الاعتلال الحقيقي لم يتم اكتشافة بعد.
مجددا عادت مديرية الامن العام لطرق باب التوعية وقالت(ان اعداد تعاطي الكريستال زادت) .
زادت!؟ .. هذا يعكس بكل وضوح حالة فقدان السيطرة على المخدرات بشكل عام وليس مادة الكريستال وحدها، فالهروين والاصناف الاخرى تتزايد ايضا وهذا ما يقوله الواقع، والواقع وحده يعبر عن الحقيقه المجرده بموضوعية بلا زيادة ولا نقصان.
ستذهب الجهود الوطنية – كما هي ذاهبة الان- هباء منثورا ما لم يتم اقتلاع السبب الرئيسي الاكبر لتسارع انتشار المخدرات.
القاء نظرة قيادية عليا فاحصة سيحل مشكلة التعثر ويزيل العائق الذي يقف الان حائلا دون وقف تمدد الادمان.
المعضلة اكبر بكثير من ان يحلها بث المكملات الامنية، وبرامج التوعية المفيده الى حد ما عبر وسائل الاعلام.
إن المعضلة تحتاج لعلاج من نوع آخر كبير حتى لا تبقى تراوح مكانها وتستمر في التسارع الفتاك الذي اصبح هاجس العائلات الاردنية ومصدر خوفها الاول .
وجع ملف المخدرات وجع داخلي وعمليات الاستكشاف تجري حوله وتستبعده، ما يستوجب اعادة النظر بمقومات الثقة المطلقة والاقتراب اكثر من الاساسيات لعل وعسى نرصد موقع الجرح، والجرح على ما يبدو في الكف.
جلالة القائد الاعلى وجه في زيارته الاخيرة لادارة مكافحة المخدرات الى صياغة استراتيجية وطنية وقائية شاملة تشترك بها الجهات ذات العلاقة كافة، تهدف لنشر ثقافة مجتمعية وتوعوية من المخدرات.
لكننا لم نسمع عنها شيئا مع انها يفترض ان تكون استراتيجية وطنية شمولية تشارك فيها كل المؤسسات الرسمية والاجتماعية، وتشمل على تفاصيل برامج قابلة للتنفيذ، وتحوي دور كل مؤسسة في الرقابة والتوعية، ولا تنطوي على اسرار عملياتية تخص الامن يخشي من الافصاح عنها.