لِمَ لا يتم الكشف عن أسماء الفاسدين!

7٬542
الشعب نيوز:-

أسامة الرنتيسي

خبر اللحوم الفاسدة، كفيل وحده بأن يصوّم الأردنيين عن الأكل الدهر كلّه، وتوقف الأسئلة عن سبب ارتفاع نسب الإصابة بالسرطان بينهم، ويقرف الإنسان من شراء ساندويشة من أي مطعم مهما تعددت نجومه.
ليس هذا فحسب، بل خبر كهذا يستطيع أن يضرب أفضل موسم سياحي حتى لو دُفع على ترويجه مليارات الدنانير، ولو لم تبق دول أخرى غيرنا آمنة ومطمئنة في المنطقة، ولو انقطعت المناطق السياحية ولم يبق سوى مناطق الأردن الجاذبة.
غير مفهوم لِمَ أخفت الجهات المعنية اسم الشركتين المعنيتين بالخبر واللحوم الفاسدة، فهل هناك شيء أهم من صحة المواطن حتى يعلم من هي الجهة التي تريد إطعامه لحما فاسدا، وهل هناك أدنى شك بأن الجهات الرقابية التي ضبطت اللحوم الفاسدة قامت بكل ما لديها من وسائل للتأكد مما تم ضبطه قبل الإعلان عنه؟.
لسنوات طوال عانينا في الأردن من الدفاع عن الخُضَر والفواكه الأردنية عندما زعم أن جهات ما تقوم باستخدام مياه ملوثة في سقاية الخُضَر الأردنية، وقد عانى المزارع الأردني سنوات طوال من سوء السمعة بعد نشر أخبار في وسائل الإعلام، ثبت في النهاية أنها غير صحيحة وتعتمد على تقارير مغلوطة، حول اعتماد المزارع الأردني على المياه الملوثة في سقاية مزروعاته، واستخدام غير طبيعي للهرمونات في الزراعة الأردنية.
إذا تهاوت منظومة الأخلاق العامة، وانعدم ضمير الشخص الذي يوفر غذاء المواطنين، ولم تعد تردعه القوانين الوضعية والأخلاق عن المتاجرة بحياة البشر، ويقوم بإطعامهم مواد فاسدة، فكيف ستعالج هذه الأوضاع؟.
إذا وصل الخراب إلى المتاجرة بلحوم منتهية الصلاحية وتزوير تواريخها من قبل شركات كبرى كما أعلن، فماذا ننتظر في الأيام المقبلة؟.
بين فترة وأخرى تنشر أخبار عن مواد غذائية فاسدة، فإذا كانت ساندويشة الفول أو الشاورما أو الكباب لا يضمن المرء صلاحيتها، ويأكلها بما احتوت من حشرات ميتة، أو جلود الدجاج من حاويات النفايات، فكيف لا تزداد الأمراض والأوبئة في بلادنا.
يا رب رحمتك…!؟
الدايم الله…

قد يعجبك ايضا