من أنواع الطيور المسجلة في المملكة موجودة في واحة أيلة
الشعب نيوز:-
في مسح أجرته الجمعية الملكية لحماية الطبيعة تسجيل 106 أنواع من الطيور في أيلة
العقبة – عمر الصمادي
كشف مسح طيور أيلة للعام 2024 عن تسجيل 106 أنواع من الطيور في أيلة خلال العام الماضي، مسلطاً الضوء على أهمية أيلة البالغة للطيور المقيمة، بالإضافة إلى المهاجرة خلال رحلتها بين آسيا وأفريقيا وأوروبا على طول طريق الوادي المتصدع الكبير الذي يعد ثاني أهم مسار هجرة للطيور في العالم.
ووجد المسح الذي نفذته الجمعية الملكية لحماية الطبيعة عبر مرصد طيور العقبة، أن أيلة باتت وجهة رائدة للحفاظ على التنوع الحيوي وتعزيز السياحة البيئية المستدامة على المستوى الوطني، حيث وصل إجمالي عدد أنواع الطيور التي جرى تسجيلها في أيلة على مدار العقد الماضي 134 نوعاً لتعادل 31% من إجمالي عدد الأنواع المسجلة على مستوى المملكة.
وأظهر المسح دور “موسمية الهجرة” إذ تم تسجيل 73 نوعاً من الطيور في موسم الربيع مقابل 92 نوعاً خلال موسم الخريف، وهو ما يؤكد أهمية موقع أيلة الاستراتيجي كإستراحة للطيور خلال الهجرات، ويعكس أيضاً أهمية تنوع البيئات في أيلة في احتضان الأنواع، اذ كان للمسطحات الخضراء وملاعب الغولف، النسبة الأكبر من أنواع الطيور بواقع 46%، تلتها البحيرات الصناعية وبنسبة 43%، بينما توزعت النسبة المتبقية البالغة 11% على البيئات الصحراوية والانواع التي عبرت موقع أيلة.
واعتبر المسح أن واحة أيلة تلعب دوراً محورياً في تعزيز التنوع البيولوجي من خلال توفير موائل تعمل كأماكن للراحة والتغذية للطيور المهاجرة، حيث تضم بين جنباتها معالم مائية ومساحات خضراء، وخاصة ملاعب الجولف، المعترف بها عالمياً باعتبارها بيئات حيوية للطيور المهاجرة.
البيانات الواردة في المسح تظهر أهمية التصميم البيئي والبنى التحتية المستدامة في أيلة وتنوع الموائل حيث أبرز المسح أن نسبة فاقت 71% من إجمالي الأنواع التي تم رصدها في أيلة كانت من الانواع المهاجرة، وكانت 29% من الطيور “مقيمة”.
وخلص المسح إلى تسجيل أنواع مهددة على المستوى العالمي، مثل “الإوز الغراء الصغير” و”البط الحمراوي” و”الزقزاق الشامي” و”الكروان”، ما يؤكد على الدور الحاسم لأيلة في توفير بيئة آمنة لهذه الأنواع.
المدير التنفيذي لشركة واحة أيلة للتطوير المهندس سهل دودين، أكد أن هذه النتائج توضح الدور الحيوي الذي تلعبه أيلة في الحفاظ على التنوع الحيوي، إذ باتت مواطناً لأنواع مختلفة من الطيور، وهو ما يجسد رؤية لأيلة كمشروع مستدام ويعزز موقعها الرائد في السياحة البيئية.
وأضاف المهندس دودين: “تمضي أيلة قدماً في تعزيز سياحة مراقبة الطيور، ودعم قاعدة الأنشطة الترفيهية للزوار والمقيمين مع تعزيز الوعي بالحفاظ على التنوع البيولوجي”. مؤكداً على الشراكة الاستراتيجية بين شركة واحة أيلة للتطوير والجمعية الملكية لحماية الطبيعة، التي استمرت لأكثر من عقد ونتج عنها تطوير مسار ريشة أيلة كإضافة نوعية للسياحة البيئية في الأردن، وبات مثالاً ناجحاً على التعاون البناء بين أيلة والمؤسسات الوطنية في مجال الاستدامة وحماية الطبيعة.
من جانبه أشار مدير مرصد طيور العقبة، المهندس فراس رحاحلة إلى أن هذه النتائج تعد مؤشراً بارزاً على نجاح أيلة كنموذج للمشاريع التنموية المستدامة التي تدعم التنوع الحيوي بشكل غير مباشر. مؤكداً على أن “مسار ريشة أيلة”، الذي يعد أول مسار لسياحة مراقبة الطيور ضمن المشاريع الخاصة في الأردن، يمثل تجربة فريدة تسلط الضوء على قيمة المشروع البيئية.
وأوصى المسح بضرورة ضمان استمرار الاستمتاع بسحر الطيور في أيلة من خلال مشاهدتها والاستمتاع بها ومراقبتها بنشاط.
يشار إلى ان أيلة تلعب دوراً محورياً في تعزيز سياحة مراقبة الطيور في العقبة، بالتعاون مع مرصد طيور العقبة وسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة. وتعد هذه السياحة من أسرع أنواع السياحة البيئية نمواً عالمياً، ما يساهم في تعزيز مكانة العقبة كوجهة سياحية بيئية رائدة.
ويعد مسار ريشة أيلة الذي جرى تطويره بالتعاون بين أيلة والجمعية الملكية لحماية الطبيعة، تعبير على التناغم بين الأنشطة السياحية والحفاظ على الطبيعة. فهو أكثر من مجرد منتج للمغامرة أو الترفيه، بل تجسيد للتأثير الإيجابي الذي يمكن أن يحدثه تطوير المشاريع السياحية الحضرية في الحفاظ على البيئة، حيث باتت أيلة، وجهة رائدة لعرض أفضل الممارسات في مجال السياحة البيئية والتنمية المستدامة.