قنبلة ترامب وإعلام الملك

7٬775
الشعب نيوز:-
أسامة الرنتيسي

 

مَنْ الذي في إعلام جلالة الملك والديوان الملكي اجتهد وبث خبرا بروتوكوليا عن اتصال جلالة الملك مع الرئيس الأميركي ترامب وشطب منه ما قاله  جلالته بحزم بعد القنبلة التي أطلقها ترامب.

المعلومات غير المعلنة تؤكد أن جلالة الملك وفي  المكالمة ذاتها رفض بشدة وبحديث واضح وصريح فكرة ترامب “تهجير الفلسطينيين إلى الأردن ومصر”.

الخبر الذي بثه إعلام الديوان الملكي ونشرته وسائل الإعلام كافة يقول:

“أجرى جلالة الملك عبدالله الثاني، السبت، اتصالا هاتفيا مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مهنئا بتنصيبه رئيسا للولايات المتحدة، ومتمنيا له التوفيق في أداء مهامه.

وأعرب جلالته، خلال الاتصال، عن الحرص على توطيد العلاقات المتينة وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الأردن والولايات المتحدة، وتوسيع فرص التعاون في شتى المجالات.

وأكد جلالة الملك الدور المحوري للولايات المتحدة في دفع الأطراف كلها تجاه العمل نحو تحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة”. (انتهى).

أما الإعلام المرافق للرئيس الأميركي فقد قام بتسريب المحادثة وما اقترحه ترامب على جلالة الملك، وبعد ذلك ثارت القنبلة.

النص البروتوكولي الرسمي حرم الإعلام الأردني من سرد رواية أردنية صلبة متماسكة عما قاله جلالة الملك في المحادثة الهاتفية، واضطر في اليوم التالي للدفاع والحديث عما قاله ترامب وليس ما قاله الملك.

أسئلة عديدة طرحتها منذ سنوات، وكلما تفاءلنا بتعيين زميل مهني محترف مسؤول عن الإعلام في الديوان الملكي،  نكتشف أن لا تغيير يحدث في إعلام الديوان الملكي وتبقى الصيغ التقليدية هي سيدة الموقف، ولا يضع أي زميل بصمة إيجابية وتغييرا في الأداء.

هل مهمة الإعلام الرسمي، وإعلام جلالة الملك (وأنا لا أشكك في مهنيتهم أبدا فأنا أعرف بعضهم من قرب)  تكرار الكليشيهات ذاتها في أخبار جلالة الملك.

الأخبار الرسمية عادة، لا تلبي نهم المواطن والمتابع في شيء، وبكل تأكيد تم بحث أمور أكثر أهمية من (العلاقات الثنائية ومستجدات المنطقة…).

حضرت في لقاءات خاصة أكثر من لقاء مع جلالة الملك، كانت اللقاءات حيوية تتناول أحداثا ومعلومات في غاية الأهمية، لكن ما كان يسمح بنشره لا يتعدى الكليشيهات الرسمية المعروفة، ويتم حذف أبرز ما جاء في اللقاء.

حتى اللقاءات التي يعقدها جلالته مع رؤساء تحرير الصحف اليومية وبعض الكتّاب، لا يخرج عادة تفاصيل مهمة عن اللقاء وكأن هذه اللقاءات فقط لمعرفة هؤلاء الزملاء ولا يحق للجمهور أن يطلع على فحواها.

قبل أن يصادق جلالة الملك على قانون الجرائم الإلكترونية، عقد الفريق الإعلامي والسياسي للملك لقاء مع رؤساء تحرير الصحف وعدد من الكتاب، وتم فيه كشف خلفيات ضرورة المصادقة الملكية على القانون، كما حمل اللقاء ثلاث رسائل مهمة لم يعرف أحد من الأردنيين تفاصيل هذا اللقاء والخلفيات المهمة، وبقيت في حوزة من حضر اللقاء، ولم يتم تسريب شيء إلا بما تيسر في مقالة يتيمة لأحد الزملاء.

لقد تغير العالم يا زملاء، وتغير أكثر الإعلام وفي طرق قيادته للعالم وتوصيل الرسائل، ولم تعد الصيغ العثمانية صالحة في زمن السوشيال ميديا، فكيف حجب المعلومات؟!!.

الدايم الله…

قد يعجبك ايضا