
محاضرة علمية لجمعية العلوم الطبية الإسلامية الأردنية بعنوان حين تكلم الطب بالعربية في المستشفى الاستشاري
الشعب نيوز:-
عمان، الأردن – 30 يونيو 2025 – في إطار سعيها لتعزيز المعرفة الطبية والتراث العلمي، استضافت جمعية العلوم الطبية الإسلامية الأردنية بالتعاون مع نقابة الأطباء الأردنية، اليوم، محاضرة قيمة بعنوان “حين تكلم الطب بالعربية – الزهراوي أنموذجاً”، قدمها الأستاذ الدكتور طارق الجابري، استشاري الجراحة العامة وجراحة القولون والمستقيم بمستشفى الملك عبدالله المؤسس الجامعي.
أقيمت المحاضرة في قاعة المحاضرات بالمستشفى الاستشاري، وشهدت حضوراً من أعضاء الجمعية والنقابة ممثله بعضو مجلس نقابة الأطباء الدكتور محمد حسن الطراونة والأصدقاء والمهتمين. بدأت الفعالية في تمام الساعة السابعة مساءً، تبعتها عشاء مقدم من إدارة المستشفى الاستشاري تكريماً للحضور والمشاركين.
سلطت الدراسة الضوء على الأهمية التاريخية للعلم العربي والإسلامي، مستعرضةً مراحل زمنية مهمة وتأثيرها على الحضارة الإنسانية. استهل الدكتور الجابري عرضه بالحديث عن الفترة التي يطلق عليها في أوروبا “العصور الوسطى” أو “العصور المظلمة”، والتي امتدت لثمانية قرون حتى القرن الخامس عشر الميلادي، حيث كانت الكنيسة وهيمنة رجال الدين تعيق الإبداع في نظر البعض.
وتناولت الدراسة الدور البارز لعلماء العرب والمسلمين في هذه الحقبة، حيث أثروا الإنسانية بعطائهم العلمي المتميز، خاصةً في مجال الطب. وأشار الدكتور الجابري إلى أن أوروبا، ممثلة بمجموعات خاصة من علمائها، اعترفت بفضل المنهج العلمي والطب الذي قدمه العلماء العرب والمسلمون.
كما تطرقت المحاضرة إلى فترة “الظلام والتراجع” التي شهدتها الإمبراطورية الرومانية والاحتلال البربري الجرماني، وسيطرة الكنيسة وسلطة رجال الدين، معتبرةً إياها من العوامل التي عطلت التقدم والإبداع في أوروبا خلال تلك الفترة.
وفي سياق آخر، ناقش الدكتور الجابري التشويه الممنهج والتعتيم على مساهمات الحضارة العربية الإسلامية، مشيرًا إلى أن الكثيرين في الغرب يسعون إلى تدمير ذاكرة الأمة ومسح تاريخها المشرق. وأكد أن الدراسات الحديثة أظهرت أن الاستعمار الغربي، من خلال هيمنته على المشهد العلمي والثقافي والإعلامي في العصر الحديث، كان يهدف إلى سلب الأمة تراثها ومكانتها الرائدة، وإعاقة تقدمها ونهضتها، حيث كانت المقاومة الفكرية للاستعمار ضرورية للحفاظ على هوية الأمة.
تأتي هذه المحاضرة في إطار جهود جمعية العلوم الطبية الإسلامية الأردنية ونقابة الأطباء الأردنية لتعزيز الوعي بالتراث العلمي العربي ودوره الحضاري، وتقديم صورة شاملة وموضوعية عن فترات تاريخية حاسمة في تطور المعرفة الإنسانية. وقد عبر الدكتور عمار داود، رئيس الجمعية، عن ترحيبه بالحضور والمشاركين، شاكراً لهم اهتمامهم بهذه المحاضرة القيمة.