هل تجرؤ إسرائيل على قطع المياه والغاز عن الأردن؟ الشوبكي يجيب ..فيديو

الشعب نيوز:-

عمّان – عامر الشوبكي، باحث اقتصادي في شؤون الطاقة

يشير الواقع الإقليمي إلى ضرورة استعداد الأردن لأي انقطاع محتمل في إمدادات الغاز والمياه القادمة من إسرائيل. فقد أكد جلالة الملك بشكل صريح أن العدوان على قطر يُظهر أن التهديد الإسرائيلي لا يعرف حدوداً، وهو تحذير استراتيجي يتطلب أقصى درجات الجدية.

في ظل تصاعد التوترات، وصلت التصريحات الأردنية الرسمية إلى مستوى غير مسبوق تجاه حكومة إسرائيل المتطرفة، بينما تزايدت التهديدات الإسرائيلية، لدرجة أن وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت بصراحة عن إمكانية الضغط على الأردن عبر قطع الغاز والمياه.

ويشير الباحث الاقتصادي عامر الشوبكي إلى أن أي قطع للغاز لأسباب سياسية (وليس قوة قاهرة) يلتزم بموجبه الجانب الإسرائيلي بدفع تعويضات تصل إلى نحو 600 مليون دولار دفعة واحدة، وفقاً لبنود الاتفاقية. إلا أن الكلفة الفعلية على الأردن ستكون أكبر، إذ قد تصل إلى نحو مليار دولار سنوياً نتيجة الاعتماد على الديزل وزيوت الوقود المكلفة، بينما يمثل استيراد الغاز المسال عبر ميناء العقبة، وخاصة مع دخول السفينة العائمة الجديدة منتصف 2026، خياراً عملياً لتقليل التكاليف وزيادة المرونة.

أما بالنسبة للمياه، فيتلقى الأردن نحو 100 مليون متر مكعب سنوياً من إسرائيل، نصفها بموجب اتفاقية السلام والنصف الآخر وفق الاتفاق الإضافي الموقع عام 2021. وأي انقطاع أو تأخير في الإمدادات سيضاعف أزمة المياه، خصوصاً بعد موسم شحيح الأمطار، ويضع الحكومة أمام تحدٍ مباشر مع المواطنين، خاصة أن الأردن من أفقر دول العالم مائياً، مما يجعل أي توقف عن هذه الكميات تهديداً مباشراً للأمن الوطني.

ويخلص الشوبكي إلى أن التحصين المسبق هو الحل الأمثل، عبر تأمين مخزونات كافية من المحروقات تكفي 60 – 90 يوماً، وتسريع تشغيل السفينة العائمة ومشاريع تخزين الغاز المسال، ووضع خطط طوارئ لمواجهة أي أزمة مياه محتملة، وتنويع مصادر الاستيراد لتقليل المخاطر السياسية والاقتصادية.

ويؤكد الباحث أن ما يجري ليس تهويلاً، بل جرس إنذار واقعي لحماية الأمن الوطني والمصالح الاقتصادية، فالتصرف اليوم بتخطيط واستعداد أقل كلفة بكثير من مواجهة أزمة مفاجئة بلا خطط.

حفظ الله الأردن.

قد يعجبك ايضا