نون للكتاب” تتأمل رواية “العاشق الذي ابتلعته الرواية” لأسيد الحوتري

الشعب نيوز:-

 

عقدت مبادرة نون للكتاب مساء السبت السابع والعشرين من أيلول 2025 جلستها الثالثة والثلاثين في مكتبة عبد الحميد شومان بجبل عمّان، حيث استضافت الكاتب أسيد الحوتري لمناقشة روايته “العاشق الذي ابتلعته الرواية”. قدم المشاركين في الجلسة الأستاذ الشاعر سعيد حمد الله هديب ، وأدار نقاشها القاص طارق عودة، وتميزت بقراءة نقدية لافتة للدكتورة دلال عنبتاوي التي توقفت عند عنونة الرواية وما تحمله من إشارات جاذبة ودلالات متشعبة. فقد رأت أن العنوان “العاشق الذي ابتلعته الرواية” يفتح الباب على أكثر من تأويل، بين العشق كفعل مقاومة والحب كقوة خلاص، فيما يشي العنوان الفرعي بمصير مأساوي للعاشق يحفّز القارئ على ملاحقة خيوط الحكاية. اعتبرت عنبتاوي أن النص استند إلى تعددية العشق: الأرض، فلسطين، وعنات، لكنه في الوقت ذاته ألقى بظلال صوفية على صورة العاشق بوصفه عاشقاً إلهياً، يجمع بين الحضور الشعبي في شخصية “ظريف الطول” والأسطوري في صورة “عليان بعل”.

لم يخلُ النقاش من الإشادة بما اعتُبر مغامرة جمالية حاولت أن تزاوج بين الأسطورة الكنعانية والحكاية الشعبية الفلسطينية والموروث السردي الفلسطيني، والتاريخ المعاصر، إذ أشار الحضور إلى أن الرواية نجحت في توظيف نصوص كبرى مثل دورة بعل الكنعانية وحكاية ظريف الطول، وربطها بتجارب روائية فلسطينية راسخة مثل “المتشائل” لإميل حبيبي و”البحث عن وليد مسعود” لجبرا إبراهيم جبرا. كما أبرز النقاش الطريقة التي أسقط بها الحوتري حاضر فلسطين المثقل بالاحتلال والحصار على الماضي الأسطوري، ليبدو وكأن المأساة الفلسطينية ممتدة من الأزمنة الأولى وحتى اليوم. كما أبدى بعض الحضور إعجابهم بتكرار العبارات المستعارة من أحداث معاصرة في حرب طوفان الأقصى مثل “حلل يا دويري، لا سمح الله، حثالة الأمم”، ما استدعى مأساة اليوم في نكبة الأمس.

أكد الكاتب الحوتري من جانبه أن الاشتغال على ظريف الطول ليس ابتكاراً فردياً بل تقليداً مارسه عدد من الكتاب في استعادة الحكايات الشعبية ووضعها في قالب مختلف، وهو في هذه الرواية قدم للحكاية الشعبية سردا قبليا ولاحقا، على غرار ما يحدث في صناعة الأفلام التي لها أكثر من جزء. كما شدد على اعتماده مصادر أوغاريتية مسجلة للأسطورة بعيداً عن الرواية التوراتية. وأوضح أن تخييل القرى الفلسطينية في النص كان مقصوداً لتوسيع أفق القراءة بحيث يتسع النموذج السردي لأكثر من مكان.

وقد وُجّهت للرواية ملاحظات نقدية منها: استخدام كلمة “زنجي” بما تحمله من مدلول عنصري يتنافى مع الحساسية اللغوية الراهنة لهذه المفردة. كما أشار آخرون إلى أن إطالة السرد في فصل الأسطورة الكنعانية أرهقت النص نوعا ما.

في ختام الأمسية، كرّم أعضاء مبادرة نون للكتاب الكاتب الحوتري بدرع تقديري وهدايا متنوعة احتفاءً بمساهمته الأدبية ودوره المؤسس في إطلاق المبادرة، كما قدم رئيس منتدى الفريق الإبداعي رائد عساف درعاً تكريمياً آخر. هذا وقد توجه المشاركون بالشكر الجزيل للمضيف مكتبة عبد الحميد شومان ولإدارة فعالياتها ممثلة بالسيدة راية كعابنة على دورها في إثراء المشهد الثقافي المحلي والعربي.

قد يعجبك ايضا