“سيدنا… ونحن بظهرك” كتب صفوان عثامنة

الشعب نيوز:-

 

حين قال جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في خطاب العرش السامي: «نعم، يقلق الملك، لكنه لا يخاف إلا الله، ولا يهاب شيئاً، وفي ظهره أردني»، كانت تلك اللحظة بمثابة ميثاق وجداني جديد بين القيادة والشعب، يعيد صياغة علاقة الثقة العميقة التي تشكل جوهر الهوية الوطنية الأردنية، عنوانها الصدق المتبادل، والولاء الذي لا تزعزعه التحديات.

فقد تحدث الملك بلسان الوطن، وعبّر عن قلقٍ لا يصدر عن ضعف، بل عن وعيٍ بالمسؤولية، وعن يقظةٍ تدفع إلى العمل والإصلاح، لا إلى التردد أو الخوف. والفرق بين القلق والخوف جوهري؛ فالقلق وعيٌ بالمخاطر واستعداد لمواجهتها، أما الخوف فهو تراجع وانكسار، وهذا ما لم يعرفه الأردنيون يوماً.

نعم، يقلق الملك على الوطن وأبنائه، على لقمة الفقير، ومستقبل الشاب، وعلى تعليمٍ يليق بالأردن، وصحةٍ تحفظ كرامة الناس، واقتصادٍ لا يرهق الطبقة الوسطى وذوي الدخل المحدود. لكنه لا يخاف، لأنه يستمد عزيمته من إيمانه بالله، ومن هذا الشعب الذي يقف خلفه صفاً واحداً.

وفي المقابل، جاء رد الأردنيين على الفور، عفويا صادقا، هتفوا بأعلى الصوت، بثقة وإيمان، واشتعلت وسائل التواصل بوسم: واحنا #بظهرك_سيدنا!
بظهرك في وجه التحديات الاقتصادية والسياسية والإقليمية.
بظهرك لأننا نعلم أن صوتك في المحافل الدولية هو صوتنا، وأن موقفك في الدفاع عن فلسطين والقدس هو موقف كل أردني حرّ.
بظهرك لأنك حفيد النبوة، ابن الحسين، وسليل الهاشميين الذين ما خذلوا العروبة يوماً ولا باعوا المواقف بالصفقات.

لقد لمسنا في خطاب العرش حرارة القائد الذي يعيش همّ شعبه، ويعرف تفاصيل معاناته، ويتحدث بلغةٍ تشبهنا؛ لا يتجمّل بالكلمات، بل يصارحنا بالحقيقة. قال جلالته بوضوح إن الإصلاح مسؤولية مشتركة، وإن الوقت ليس في صالح المترددين أو المتقاعسين، وإن رؤية التحديث الاقتصادي والسياسي والاجتماعي تحتاج إلى عمل لا يعرف الكلل. وشدد على أن #لا_شيء_سوى_الوطن وان ‏العمل الحزبي ليس غايةً بحد ذاته، بل وسيلة لخدمة الأردن أولًا وآخراً، لا كما ظنّ البعض وتفرقت بهم السبل!

ولأن لكل مشهد رمزيته، فقد كان حضور ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني في افتتاح الدورة العادية لمجلس الأمة لافتاً. كانت نظرات الابن نحو والده تختصر معنى الدولة التي تمتد في الزمان والمكان-عينٌ على إرث الحسين الجد، وأخرى على المستقبل الذي يبنيه الحسين الابن.
وعندما قال جلالته:

“الحسين ابني وابنكم، جندي لهذا الوطن”،
فقد وضع ولي العهد في موقعه الطبيعي، امتداداً لجيلٍ من القادة الذين يحملون السلاح والفكر معاً، جيلٌ تربى على أن القيادة في الأردن تكليف لا تشريف، وعمل لا ترف.

هذا الوطن، الذي وُلد من رحم الصعاب، لم يعرف يوماً الخوف، بل كان مدرسةً في الثبات. وإذا كان جلالته يقلق، فنحن نقرأ في قلقه حافزاً للأمل، ودعوةً للنهضة، وإيماناً بأن الأردنيين قادرون على تجاوز كل أزمة كما تجاوزوا ما هو أعقد منها.

لقد قالها سيد البلاد بوضوح، وأعاد تعريف العلاقة بين القيادة والشعب: «لا أخاف إلا الله، وفي ظهري أردني.»
ونقولها نحن اليوم بكل يقين: احنا #بظهرك_سيدنا، شعب لا يلين، لأن
‏‎#وجهك_من_ملامحنا
وأنت اليوم سيدنا وفارسنا!

قد يعجبك ايضا