مجالس الامناء وخطر الارضاءات.. كتب: الدكتور زيد الدباس

145
الشعب نيوز:-

كتب: الدكتور زيد الدباس/ عضو مجلس أمناء جامعة البلقاء التطبيقية سابقاً

حينما أسس الهاشميون الجامعات الاردنية الرسمية بدءً من المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه وانتهاءً بجلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله، فقد جاء التأسيس ليشمل جميع المدن الاردنية، والحكمة من ذلك هي تحقيق العدالة المكانية والمجتمعية وتمكين الناس من الآثار التنموية المترتبة على وجود جامعات في اماكن سكنهم. ومن هنا، تعتبر خدمة المجتمع المحلي واحدة من أهم الأهداف السامية للجامعات الرسمية. ومن المعلوم بأن تحقيق الأهداف لا يأتي الا من خلال السياسات التي ترسم من قبل مجالس أمناء الجامعات حسبما ورد في قوانين الجامعات ذاتها. وأسأل، هل استطاعت مجالس الامناء الحالية أن ترسم سياسات تسهم في التمكين التنموي للمجتمعات المحلية من خلال الجامعات وكما أراده جلالة الملك تماماً؟ في معظم الأحوال الواقع لا يؤيد ذلك.

 

ليس دور رئيس واعضاء مجلس الامناء الانخراط غيرالمبرر في القضايا الاجرائية الادارية والمالية التي تخص مجالس عمداء الجامعات. وإن وجد هذا الدور فيجب ان يكون هامشي أو ثانوي فلقد أكدت قوانين الجامعات الأردنية على مر السنوات أن الدور الرئيسي لمجالس الامناء هو رسم السياسات المستقبلية للجامعات بهدف النهوض فيها، وهذا الدور ملقى على عاتق رئيس مجلس الأمناء تحديدأ. فمثلاً، أين السياسة التي رسمها رئيس مجلس الامناء الحالي لجامعة البلقاء التطبيقية لتحقيق النهوض في الجامعة واحداث أثراً تنموياً لها في المجتمع المحلي؟ فدور رئيس مجلس الامناء هو ضعفي دور رئيس الجامعة، لانه مسؤول عن ايجاد السياسة التي تمكن الجامعة من الاسهام في تنمية المجتمع المحلي، وكذلك السياسة التي تمكن الجامعة من التطور لتكون رافداً أساسيا لمصلحة الاقتصاد الأردني. حتى أننا لم نسمع من رئيس مجلس الامناء الحالي شيء عن الاحداث الأخيرة التي تعرضت لها الجامعة ونالت من سمعتها فيما يخص تقارير ديوان المحاسبة وقرارات هيئة النزاهة ومكافحة الفساد. ولا أعلم كيف سترسم سياسة تنهض في الجامعة ومنذ ست سنوات تقريبا لم يلتقي أي رئيس مجلس أمناء فيها مع عدد -ولو بسيط- من اعضاء هيئة التدريس فيها ليطمئن على حال الجامعة واحوالها؟

 

الأمر الآخر، لقد نسيت مجالس التعليم العالي المتعاقبة ومنذ تأسيس جامعة البلقاء التطبيقية في عام 1996على أن تعين –ولو لمرة- واحداً من أصحاب الدولة او المعالي من أبناء مدينة السلط ليكون رئيساً لمجلس أمناء جامعة البلقاء التطبيقية -ولا نعلم لما هذا النسيان- ومن المستبعد ان يكون هناك مانعاً سياسياً او حكومياً. لأنه في معظم الجامعات الاردنية الأخرى درجت مجالس التعليم العالي على أن تعين رؤساء مجالس الامناء من أبناء المدينة ذاتهم. وهنا أورد ما قدمته الجامعة الهاشمية من نموذجاً قياديا رائعاً يحتذى به من خلال اهتمام رئيس مجلس الامناء فيها وأطلاعه على كافة التفاصيل ونمط التواصل مع المجتمع المحلي كونه من أبناء المكان لترسم السياسات التي جعلت من الجامعة الهاشمية أيقونة مجتمعية أدت الى احداث نقلة نوعية في جسم محافظة الزرقاء، وبالتأكيد دور رئيس الجامعة يوازيه في الأهمية.

لذلك، أتمنى على مجلس التعليم العالي أن يعيد النظر في تعيين رؤساء وأعضاء مجالس أمناء الجامعات بما يخدم مصلحة الجامعات والمجتمعات المحلية، فتقييم ما قدمت المجالس الحالية بات أمراً ملحاً، وهل فعلاً لدى رؤساءها سياسات وسيناريوهات مستقبلية للنهوض في الجامعات والتأثير التنموي لها على المجتمعات المحلية، أم أن التعيين فيها عبارة عن جوائز ترضية لمن ليس له وظيفة عامه في هذه الايام.

 

حفظ الله بلدنا

 

قد يعجبك ايضا