فقط.. بالقانون وتغليظ العقوبات.. أسامة الرنتيسي

367
الشعب نيوز:-

لو زرعت وزارة البيئة لافتات في كل الشوارع العامة، تدعو للمحافظة على النظافة وعدم إلقاء القاذورات في الشارع العام، فلن يقرأها الذين يستسهلون ذلك، ولن يلتفتون اليها.
ولو قام الفنان نبيل صوالحة بعمل عشرات الفيديوهات ضمن حملة وزارة البيئة يدعو فيها إلى المحافظة على النظافة فلن يستمع اليه أحد.
فقط بالقانون وتغليظ العقوبات يمكن أن يتم ضبط التعدي على نظافة الشارع العام.
لن يتوقف أي سائق عن رمي أعقاب ومغلفات السجائر، أو كاسات القهوة الفارغة، أو محارم الفاين بعد استعمالها من شباك السيارة إلا إذا خاف من عقاب رادع بالقانون يفرض عليه دفع غرامة مالية موجعة في المرة الأولى، وتغليظ العقوبة إذا تكررت المخالفة.
معظمنا نشاهد سواقين كثيرين يلقون كل ما في أيديهم من سجائر ومحارم وعلب بيبسي فارغة وعصير في الشوارع العامة، من دون أي حس بالمواطنة وأن هذه الشوارع جزءٌ من بيوتنا، إن كنا نظيفين في بيوتنا فلن نفعل ذلك في الشوارع، ولن يتعدل هذا السلوك الخطأ من دون قانون حازم.

ونشاهد من يضع أكياس النفايات السوداء (هذا إن وضعت في أكياس) قرب حاويات النظافة وليس داخلها.

لن تنظف شوارعنا ولا أرصفتها، حتى لو كان عدد عمال الوطن أضعاف عددهم حاليا، إذا لم تتحول النظافة إلى ثقافة وسلوك يمارسهما الجميع، والشعور بأن الشارع والرصيف ومحيط البيت جزء من البيت ذاته.
في زمن الكورونا وتوحشها توقع كثيرون أن نتحول إلى مجتمع مثالي، نغسل أيدينا بالماء والصابون ونعقمها جيدا، لكن هذا للأسف لم يحدث أبدا أبدا.
جلدنا أنفسنا كثيرا في أزمة الكورونا عندما كانت تقع مشكلة جديدة تعيدنا للمربع الأول، وسنجلدها كثيرا، لأن الوعي الجمعي مهما اشتغلنا عليه، سيبقى ناقصا، إذا لم يُرافق ذلك قوانين صارمة، يعرف الناس عواقبها جيدا، ويقتنعون أن العقوبة لن ترفع عنهم مهما كان الخطأ الذي يرتكبونه صغيرا أم كبيرا، ولا توجد وسائل حماية ووساطات تعفي المخطئ وتطبطب عليه، وتضيع الحقوق مقابل فنجان قهوة ووجه الجاهة الكريمة.
حتى نصل إلى مرحلة الحياة الجديدة، ونحمي منظومة الأخلاق العامة من الانهيار أكثر سنخطئ كثيرا، ونتعلم أكثر، لكننا للمرة المليون نقولها: لن نتعلم إلا بالقانون المطبق على الجميع.
الدايم الله….

قد يعجبك ايضا