شغب الملاعب….من ينفخ على مواقد الفتنة!

463
الشعب نيوز:-

أسامة الرنتيسي –

مباريات من دون جمهور ليست حلا عادلا لا للفيصلي ولا للوحدات ولا إلى جماهير الفريقين، بل مكافأة للأصوات النشاز التي تكون قد حققت أهدافها….

تعالوا نقرأ حالنا منذ سنوات لنعرف من الذي له مصلحة للنفخ على نار الفتنة.

للأسف؛ هذه سيرتنا من سنوات، وبرغم نشاط المجسات التي تعمل للمحافظة على الوحدة والنسيج الوطني، يستمر الحال بصور وخطاب كراهية لا يُحمدان العواقب…

تقع مشاجرة بين طالبين، وتتوسع بحكم الزمالة والقربى، في جامعة حكومية أو خاصة، فتتعالى الأصوات منادية بضرورة وأد الفتنة في جحرها.

يختلف نائبان على قضية ما، فينحاز بعضهم لأطراف الخلاف، وتشتد لغة الخطاب تحت القبة، وما هي سوى لحظات حتى تسمع أصوات العُقّال ينادون بضرورة وأد الفتنة.

تنتهي مباراة الفيصلي والوحدات، وكالعادة يتشاجر الجمهور بعد كل مباراة، فيتحمس إداريون للمشاركة في المشاجرة، وتخرج هتافات بغيضة، وما هي الا لحظات حتى تبدأ خطابات الوصاية، انتبهوا لوأد الفتنة، ولعن الله موقظها…

تجري انتخابات في الجامعة الأردنية، ويتحالف طرفان من الطلاب في قائمة واحدة، مقابل قائمة الإخوان المسلمين، فينتصر التحالف، وتتراجع الجماعة في فرض حضورها الانتخابي، فتتعالى الأصوات بانتهازية مكشوفة، ويبدأ أصحابها بصرف الوصفات الجاهزة، إنها مؤامرة على الجسم الطلابي، ويشتد خطاب التحذير من الفتنة.

تدرس ما كانت تسمى المبادرة النيابية (أهم فعل نيابي في السنوات العشرين) بعض مفاصل الخلل السياسي في البلاد، فتقدم أفكارا وحلولا لمشكلة أبناء الأردنيات المتزوجات من غير أردنيين، وتجتهد في تقديم مشروع قانون انتخاب عصري، فترتفع الأصوات منددة بالمبادرة واعضائها كأنهم جزء من مؤامرة على البلاد، فتبدأ الأصوات محذرة من الفتنة، والخوف على البلاد والعباد.

تتوجه جاهة كريمة لخِطْبة فتاة فيتم تكريم وجوه الجاهة، بحيث يطلب عبدالرؤوف الروابدة، لابن جنين، ويرد عليه طاهر المصري عن أهل الفتاة من النعيمة، فيهمس رجل جالس إلى جانبك، عن ضرورة المحافظة على الوحدة الوطنية، خوفا من الفتنة.

يذهب رئيس وزراء إلى مخيم الحسين للاجتماع مع فعاليات المنطقة والاستماع إلى مطالبهم واحتياجاتهم، فيتحمس الرئيس، ويؤكد “نحن الأردنيين مهما كانت أصولنا لا يفرقنا لون ولا دين ولا عادة ولا شكل ولا منبت فنحن شعب واحد وأمة وحضارة وثقافة واحدة”، منبها ومحذرا من الاستماع إلى دعوات الفرقة والفتنة.

إذا كانت الحكومة ممثلة برئيسها وطاقمها متضامنين، ومجلس الأمة وبالأصوات المتعددة فيه، وكل الحالة السياسية والشعبية، أحزابا ونقابات وجمعيات ومؤسسات مجتمع مدني، وأندية رياضية وروابط تشجيع أندية وحركات طلابية، وأساتذة جامعات، ونخبا سياسية واقتصادية وعلمية، ومتقاعدين عسكريين ومدنيين، يحذرون من الفتنة، ويدعون الى زيادة تلاحم الوحدة الوطنية، والمصير المشترك، والحياة الآمنة للجميع، فمن هو الذي يشعل النار في مواقد الفتنة، ومن هي الجهة التي لها مصلحة في تخريب البلاد لا سمح الله، وهل فعلا توجد للفتنة اذرع وفضاءات في مجتمع فهم حقيقة ما يجري حوله، ويرى بأعينه الخراب والدمار في دول الجوار، ويتساءل بكل براءة أين سنذهب إذا حدث عندنا (لا سمح الله) مثلما يحدث عند جيراننا؟!

ثبت بالتجربة الحية أن وسائل التواصل الاجتماعي هي سلاح الإشارة لأية ثورة..أو ربيع عربي.. أو فتنة..، او إشعال نار بالقرب من محطة وقود.

الدايم الله…..

قد يعجبك ايضا