عندما يفقد مصلح ابنه (تحويشة العُمر)…

محمد ساهر الطراونة

الصورة الأولى:

التاريخ 3/3/2018

الموقع: مستشفى ابن الهيثم

الدكتور مصلح الطراونة أمام ثلاجة الموتى ينتظر خروج جثمان (يوسف) الشاب العشريني الذي رحل بحادث سير، ويحاول تضميد جراح والده صقر ..

وكل من شاهد مصلح أمام الثلاجة من الكوادر الطبية كان يقدم له التعازي ظناً منهم بأنه والده لأن ملامحه كانت تحمل حزناً كبيراً ووجعاً لا يعرفه الكثيرون..

ويردد مصلح لصقر: “الله يجبر كسرك”

الصورة الثانية:

التاريخ 27/4/2023

الموقع: مقبرة المزار

صقر الطراونة يحاول لملمة جراح مصلح، بعد أن فقد نجله (محمد) بحادث سير، بقي ملازماً له في المستشفى والمقبرة والعزاء، لأنه يعرف ماذا ينتظر “الأب” مصلح في قادم الأيام..

ويردد صقر لمصلح: “الله يجير كسرك وكسري معاً”..

كنت شاهداً على الصورتين… شاهدت دموع مصلح على (يوسف) وغصة صقر على (محمد)… فلم يبخلا على بعضهما البعض بالوجع، فتقاسما الحزن.. كل واحد فيهما كان يتكئ على كتف الآخر عندما كانت تضيق عليه الدنيا وما فيها…

انه الابن (تحويشة) العمر … لا بل كل العمر.. رحم الله محمد مصلح الطراونة ويوسف صقر الطراونة.