
حسين صالح الزعبي يكتب » آفة المخدرات
الشعب نيوز:-
تُعتبر المخدرات من أخطر الآفات التي يتعرض لها الأفراد والمجتمعات على حدّ سواء.
كانت قبل عدة عقود تقتصر المخدرات وتبعاتها على بعض الدول في العالم،حتى انتقلت إلى بلداننا العربية،ثم إلى مدننا، حتى حلّت بين ظهرانينا،بل أصبحت قرانا وأحياءنا حُبلى وملأى بالمتعاطين والمدمنين وللمروجين، وحتى التجّار.
لكي نُحدّ ونخفف من هذا الخطر الذي حلّ بنا.
أصبح من الواجب ولزاماً علينا جميعاً،متابعة ابناءنا ومراقبتهم حتى لا يقعوا فريسة لمريّضيّ الأنفس خبيثيّ المآرب،الذين يصطادون بالماء العكر.
هناك علامات وأعراض تظهر على الشخص المتعاطي،وخاصة المبتدئين.
ومن هذه العلامات…
الأولى
قلّة الشهيّة في تناول الطعام.
فيقل اقباله على الأكل،وتتناقص الكمية التي يتناولها بشكل ملحوظ.
الثانية
النوم المتقطّع.
حيث يظهر عليه الأرق،وكثرة السهر لساعات متأخرة من الليل،وتتغيّر أوقات النوم لديه… تجده ينام نهاراً ويسهر ليلاً،وينام خارج البيت أحياناً.
الثالثة
تغيير وتبديل دائرة الإصدقاء لديه.
تجده يبتعد وينسحب عن أصدقائه الملتزمون،ويتجه لأصدقاء مختلفيّ السلوك،متقلبيّ المزاج.
الرابعة
تراجع الأداء الدراسي عنده.
تراه شارد الذهن،سارح وصافن معظم الوقت،يصبح كارهاً للكتب الدراسية،متغيباً عن مدرسته بكثرة،ممتعضاً من كلّ شيء يتعلّق بالدراسة.
الخامسة
إهمال النظافة الشخصية لديه.
حيث تجده رثّ الثياب،كثّ اللحية والشارب،طويل الأظافر ،قليل الإستحمام،لا يهتم بمظهره كثيراً.
السادسة
الإبتعاد عن معظم الأنشطة الإيجابية.
كممارسة الألعاب الرياضة،والذهاب مع اصدقائه في رحلات ترفيهية،وغيرها…
السابعة والأخيرة
الوقوع في فخ العلاقات الإجتماعية المشبوهة.
فيصبح انطوائياً،مبتعداً عن أفراد أسرته،لا يشاركهم اهتماماتهم،كالرحلات والجلسات العائلية،حتى إنه يفضّل الأكل منفرداً،ويصبح انعزالياً،متقلّب المزاج،يميل إلى العصبية أحياناّ.
هناك نصائح للأهل في حال لاحظوا مثل هذه العلامات أو التصرفات على أحد أبنائهم،منها…
أولاً
البحث بهدوء عن أي دليل للتعاطي في غرفته أو ملابسه وأشيائه الخاصة،دون أشعاره أو إحساسه بذلك.
ثانياً
التعرف على اصدقائه الجدد، من يُجالس ويُخالط ،ومعرفة سلوكهم وتصرفاتهم،فالصاحب ساحب،وإياكم وجليس السوء.
ثالثاً
عند التأكد من أنه أصبح متعاطياً.يُنصح باللجوء مباشرة إلى الجهات المختصة،وذات الصلة،وذلك لتقديم الرعاية المبكرة له ،فكلما بكّرنا وسارعنا بالعلاج نحصل على نتائج أفضل وأحسن.
حذارِ من التدخل المباشر والسريع ، فهذا يؤدي إلى نتائج سلبية وعكسية،وبدل أن تُحل المشكلة فإنها تزداد تعقيداً وسوءاً، وتتفاقم أكثر وأكثر ،فتضعف فرص العلاج،وتتوسّع الهوّة ما بين الأهل وبينه.
ملحوظة للعلم…
قد تكون بعض التصرفات لدى بعض أبنائنا ناتجة عن المراهقة ودخول سن البلوغ وتبعاته،فبعض الأعراض والحالات تتشابه عمّا ذكرناه سابقاً.
إلاّ إنه يجب على الأهل عدم التسرع باصدار الأحكام الخاطئة على أبنائهم،وتوجيه أصابع الإتهام إليهم.
فيجب علينا نحن كمربين وكأولياء أمور، وحتى أساتذة المدارس والجامعات،يجب علينا جميعاً…التريّث وعدم اصدار الأحكام المتسرعة وغير المسؤولة على أبنائنا، والحكم عليهم ، قبل التأكد من تصرفات أبنائنا وسلوكهم ، وقتها ندمّر مستقبلهم من حيث ندري أو لا ندري الذي به يحلمون،وعنه ينشدون…!!!
وأخيراً…
نأمل من أجهزتنا الأمنية والجهات المختصّة بهذا الشأن،التعامل بجديّة وصرامة أكثّر،للحدّ من هذه الآفة واجتثاثها من جذورها، حتى لا تفتك بالمجتمع وتنخّره حتى العظم،
فهي كالنّار بالهشيم.
مقدرين لهم جهودهم، وما يقدموه من الغالي والنفيس لتحقيق الأمن والأمان للمواطن،والذين يعرضّون حياتهم للخطر،فيقعوا في كثير من المشاكل والمصاعب أثناء واجبهم الرسمي، ومطاردة وملاحقة الخارجين عن القانون.
كما ويجب أن تكون هناك قوانين صارمة بحق المهربين وتجّار هذه المواد الخبيثة،
التي راح ضحيتها العديد من الشباب والفتيات الذين غُرر بهم، فكانت تُدبّر لهم المكائد في جُنح الظلام،من قبل لصوص وحرامية،همّهم الوحيد نفخ الجيوب وملؤها بشتّى الوسائل والسبل لزيادة أرصدتهم،على حساب مصير ومستقبل أبنائنا الضائع،وسعيهم لتدمير الوطن ومقدراته.
حمى الله شبابنا وفتياتنا وبلدنا،وكافة البلدان العربية والإسلامية والعالم أجمع، من هذه الآفة اللعينة،ومن هذا الأفيون الملعون، والمخدّر المدمّر المجنون…!!!