تقرير الأمم المتحدة ومنظماتها الدولية العاملة حول الأوضاع في قطاع غزة
الشعب نيوز:-
زياد الرفاتي
مع تواصل قصف اسرائيل لقطاع غزة برا وبحرا وجوا وسقوط نحو 8000 شهيد و20000 جريح ونزوح 1،6 مليون نسمة وبلاغات عن 1870 شخصا تحت الأنقاض منهم 1020 طفلا وتدمير البنية التحتية ومواصلة اسرائيل فرض حصارها وقطع أساسيات الحياة عنها ، أصدرت الأمم المتحدة ومنظماتها الدولية التابعة لها في السابع والعشرين من الشهر الجاري تقريرا حول الأوضاع في قطاع غزة .
وجاء في التقرير الأممي أن غزة تتعرض لتدمير وتداعيات اقتصادية غير مسبوقة وتردي الوضع الاقتصادي والانساني قبل وبعد السابع من أكتوبر وجميع سكان غزة يرزخون تحت فقر متعدد الأبعاد ، و96% من سكان غزة يعيشون في فقر بسبب الحرب وانخفاض متوسط دخل الفرد الى 1256 دولارا سنويا ، و43% من الوحدات السكنية في غزة دمرت بالكامل ، وتحذر من الانهيار الكامل الذي يواجهه النظام الانساني في غزة وتطالب الاحتلال الاسرائيلي بانهاء ” العقاب الجماعي ” على سكان غزة ووقف الهجمات العشوائية والغارات المكثفة المستمرة وغير المسبوقة على كافة أرجاء القطاع ، وأن قطع الكهرباء والاتصالات والانترنت والتعتيم فاقم الأزمة الانسانية وقد يغطي على فظائع جماعية واسعة ضد المدنيين في غزة ويخفي المجازر التي يتم ارتكابها وتخشى من وابل غير مسبوق من المأسي في قطاع غزة جراء الهجمات الاسرائيلية ونوجه نداء عاجلا لحماية حياة المدنيين في غزة ، وأن مناطق في شمال غزة سويت بالأرض و فقدان الاتصال مع كوادر وطواقم المنظمات التابعة للأمم المتحدة العاملة في الميدان ويصعب عمل فرق الانقاذ ،وأن الأوبئة تلاحق الناجين من القصف وتحذر من كارثة صحية والمساعدات التي تصل غزة ” فتات ” وتحتاج لتدفق المزيد حيث دخل القطاع 84 شاحنة مساعدات انسانية من غذاء ومياه وأدوية في سبعة أيام بينما يحتاج الى 40 شاحنة غذاء يوميا وحاجة النازحين الى معونات وتنتقد الوتيرة البطيئة لتحرك شاحنات المساعدات والدعوة لهدنة انسانية عاجلة لاغاثة المدنيين ، والصليب الأحمر يسعى لادخال مزيد من المواد الطبية الى غزة ، ووكالة الأونروا الاف الفلسطينيين يقتحمون مستودعات الوكالة ويأخذون مواد تموينية والتحذير من سيطرة الجوع واليأس على أهالي القطاع جراء الحصار ، ومنظمة الصحة العالمية تبين أنه لا يمكن اجلاء المرضى في مثل هذه الظروف والمسعفون يواجهون تحديات كبيرة في غياب المساعدات وانقطاع الكهرباء يجعل من المستحيل وصول سيارات الاسعاف الى الجرحى وهناك عدد كبير من الضحايا يقدرعدده بألف شخص ما زالوا تحت الأنقاض وتأمل بضغط دولي يحقق هدنة انسانية في غزة كما لا يمكن العثور على ملجأ أمن في غزة حيث لم يعدهناك مكانا امنا وحاجة النازحين الى معونات عاجلة وعدم قدرتها على التواصل مع طواقمها والمرافق الصحية في غزة وصعوبة توزيع المساعدات بغزة مع انقطاع الانترنت، وحسب الأمين العام للأمم المتحدة فان الوضع في غزة يزداد يأسا ساعة بعد ساعة .
وبعد فشل مجلس الأمن الدولي في اصدار قرار بوقف اطلاق النار منذ ثلاثة أسابيع باستخدام الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا حق النقض الفيتو ، جاء قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في السادس والعشرين من الشهر الجاري بتبني واعتماد قرار عربي موحد أعده الأردن وبأداء دبلوماسي أردني متميز في أروقة الأمم المتحدة قاده
وزير الخارجية وبدعم المجموعة العربية في الأمم المتحدة يدعو لهدنة انسانية فورية دائمة ومتواصلة لوقف العملية العسكريةعلى غزة بأغلبية كبيرة 120صوتا ومعارضة 14 عضوا وامتناع 45، وقد انتقدت اسرائيل والولايات المتحدة قرار الجمعية العامة الداعي لهدنة انسانية وطالب القرار أيضا بتوفير الماء والغذاء والوقود والكهرباء بكميات كافية لقطاع غزة .
و لاقى القرار دعما غربيا بما يعكس تغير الموقف الأوروبي بعد انقضاء ثلاثة أسابيع على الحرب ومشاهدة وتلمس حجم الدمار والابادة وجرائم الحرب والتطهير العرقي والكارثة الانسانية الذي لحقت بالقطاع والهمجية التي تهدف الى القضاء على كامل سكان قطاع غزة وانكشاف زيف الدعاية الصهيونية والأخبار الكاذبة والتضليل وسقوط الاعلام الغربيوتلمس الغرب للضرر على مصالحهم وعواقب الحرب المدمرة على المنطقة والعالم وربما امتدادها الى صراع عالمي ومحاربة الولايات المتحدة عن اخر احتلال على كوكب الأرض وحجم الضغوطات والانتقادات للدول الغربية بتعاملها المزدوج لقيم الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان ، مقابل الاعلام الأردني والعربي الذي عرى الرواية الاسرائيلية والأخبار المضللة .
وقد أعلنت دول عربية من بينها الأردن توجيه مساعدات انسانية الى غزة دعما لأهلها في وجه الهجمات الاسرائيلية وأكدت جامعة الدول العربية الالتزام بدعم العمل العربي المشترك لايصال المساعدات الانسانية وحذرت أن الحرب الاسرائيلية على غزة تهدف لتغيير الخريطة الديمغرافية للقطاع والسلطة الفلسطينية تعلن رفضها الحديث في ادارة أممية لقطاع غزة وأن مجلس الأمن مشلول ولم يؤد واجبه ،ووزير الخارجية الروسي يجب الاعلان عن برامج انسانية لانقاذ السكان في قطاع غزة وأن تدمير قطاع غزة سيخلق كارثة لعقود ان لم تكن لقرون في حال تدميره ، والرئيس التركي أن الغرب صم بكم لا يسمع نداءات ودعوات الأمين العام للأمم المتحدة .
وحذر ايلون ماسك صاحب منصة تويتر السبت من خطر الازلاق الى حرب عالمية ثالثة اذا اتسعت رقعة الصراع في الشرق الأوسط ويعلن عزمه تزويد الطواقم الاغاثية المعترف بها دوليا بالانترنت عبر الأقمار الصناعية .
فيما أظهرنتنياهو السبت أن هدفنا واضح من الحرب البرية داخل قطاع غزة وهو القضاء على القدرات العسكرية لحماس لضمان أمن اسرائيل والافراج عن الرهائن واعادتهم الى منازلهم وستكون الحرب صعبة وطويلة وأن هناك من له مصلحة في تعطيل التطبيع مع الدول العربية ويعيدنا لعصور التخلف وأن دول العالم تعرف أن عدم انتصار اسرائيل يعني أن الدور عليها ويتهم رؤساء الأجهزة الأمنية الشاباك والموساد قبل أن يضطر وسط ضغط رسمي وشعبي لسحبه بالمسؤولية عن هجوم 7 أكتوبر لعدم تقديمهم له تحذيرات ومعلومات مسبقةعن الهجوم وتقاريرهم المقدمة سابقا أن حماس ليست قادرة على شن هجوم وتم ردعها ، والمعارضة تتهمه بالتهرب من مسؤولية الفشل والقاء اللوم على المؤسسة الأمنية يضعف الجيش ، ووزير دفاعه يقول أننا نبذل كل الجهود لاعادة الرهائن وهو أمر معقد في وضع لم نعرفه من قبل وهذه حرب طويلة وأما نحن أو هم ، ومن المستحيل تدمير حماس بدون الدخول البري .
أما صحف اسرائيلية وحسب استطلاع للرأي فتشير الى أن نصف الاسرائيليين يؤيدون تأجيل اجتياح بري واسع لغزة
ونشرت صحف أميركية عن مسؤولين أميركيين نصحهم اسرائيل بتنفيذ توغل بري محدود في غزة حتى الان وتوسيعه تدريجيا وهو ما يتماشى مع اقتراح وزير الدفاع الأميركي ، فيما أشارت صحف بريطانية أن اسرائيل قد تلجأ لحصار طويل الأمد لاستنفاد امدادات حماس و تقارير أن واشنطن مرتابة من قدرة اسرائيل على الاقتحام البري .
وأعلنت حماس الأحد جاهزيتها لصفقة تبادل تشمل كل المعتقلين الفلسطينيين بتبييض السجون الاسرائيلية مقابل الافراج عن جميع الرهائن ، و أن اسرائيل تتظاهر بأنها غير مهتمة بالرهائن لكنها ستضطر للتعامل معه بنهاية المطاف .
وقد صرح الرئيس الايراني السبت أن فشل الكيان الصهيوني في اجتياح غزة ليلة الجمعة هو الانتصار الثاني بعد طوفان الأقصى ، ولم يحقق أي انجاز حقيقي بعد طوفان الأقصى وهذا فشل استراتيجي ، وجرائمه تتجاوز الخطوط الحمراء انسانيا وعسكريا وهذا قد يدفع الجميع للتحرك ، وأن الولايات المتحدة أرسلت رسائل لمحور المقاومة وحصلت على جواب عملي وعلني على الأرض ، وواشنطن تطالبنا بعدم التحرك بينما تقدم دعما واسعا للكيان الصهيوني وهذا مطلب باطل ، وهي وبعض الدول الأوروبية تعرقل وقف اطلاق النار في غزة وهذه جريمة ، وحسابات الولايات المتحدة في المنطقة خاطئة ولن تحقق أهدافها بشرق أوسط جديد ، ونقوم بجهود واسعة ومختلفة ودعمنا للفلسطينيين والمقاومة ليس محل مساومة ، والمقاومة في فلسطين والمنطقة مستقلة والقرار بيدها ولا تتلقى أوامر من طهران ، ولا قدرة للكيان الصهيوني والدعم الأميركي على اجتثاث المقاومة الفلسطينية ، والولايات المتحدة تعرف جيدا قدرات ايران الحالية وتدرك أن تجاوزها غير وارد .
وجاء رد البيت الأبيض بأن أميركا ليست معنية بأي صراع مع ايران ويجب أن تكون هناك رؤية بعد انتهاء الأزمة وسنركز فيها على حل الدولتين ونحث شركائنا لتخفيف أزمة غزة الانسانية وتفرض عقوبات تستهدف مصادر تمويل حركة حماس ، والاتحاد الأوروبي في قمته الأخيرة الخميس يوافق على اقتراح اسباني بعقد مؤتمر للسلام في الشرق الأوسط .