لم تتوقف الحرب لان السياسيين يريدون ضمانات لبقائهم .. يموت الأطفال وهم يبقون
الشعب نيوز:-
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
من الأخطاء الدارجة ان يقرر العسكريون مستقبل المجتمعات، لانهم لا يفكرون الا بالحلول العسكرية وبالمزيد من القتل. وحين يسأل السياسيون الجيوش هل اكتفيتم ؟ يرد الجنرالات : لم نكتف بعد ونريد ان نواصل القتل والقتال .
وحين ترى أي سياسي يسأل أي عسكري : هل اكتفيت ؟ فاعرف ان هذا السياسي خبيث ولا يريد للحرب ان تتوقف ، لان الإجابة الدائمة لدى الجنرالات انهم يريدون المزيد من الحرب والقتل والميزانيات والمال والبزنس …
نتانياهو يسأل جيشه المهزوز : هل اكتفيتم من تدمير غزة ؟ وهو يعرف الإجابة سلفا وأن الجنرال غالانت أفشل وزير جيش في تاريخ إسرائيل سوف يطلب المزيد من الوقت لتبرير بقاء حكومته وتغطية عجزه عن وقف انطلاق الصواريخ باتجاه القدس وتل ابيب .
في البداية تكون الحرب قتالا ضاريا . ولكنها بعد أسابيع تتحوّل الى ” بزنس ” يجلب المليارات لتجار الدم والتدمير وإعادة البناء ومن ثم التدمير ، تماما كما حدث في العراق . بل ان أمريكا منذ الان ومعها امثالها تطالب ان يكون لشركاتها حصة في إعادة اعمار سوريا . أي ان الدول التي دمرت سوريا تطالب نفسها ان تكون لها حصة الأسد في إعادة الاعمار .
وفي الأسابيع الماضية استمعت الى نقاشات بين الإسرائيليين يقولون فيها : ان إسرائيل يجب ان تستفيد من فترة إعادة اعمار غزة !! وقال طرف منهم ان اية مواد لإعادة الاعمار يجب ان تدخل عن طريق ميناء اسدود وميناء ايلات لتحصل إسرائيل على أكبر قدر من الفائدة ثم انها جاهزة لتبيع مواد البناء وغيرها لأهل غزة لتعويض خسارة اقتصادها اثناء الحرب ، وانه لا يجب إعطاء مصر هذه الجائزة الذهبية الاقتصادية لوحدها !!!
طرف ثان في إسرائيل ذهب بعيدا وقال : انه بعد ان دمرت إسرائيل غزة عليها ان تسرق الردم والهدم وان تأخذه هي لتوسيع ميناء اسدود وميناء عسقلان كيلا يستفيد اهل غزة من حطام بيوتهم !!!
الولايات المتحدة والمبعوثون الامريكيون دخلوا في لعبة البزنس حتى اعناقهم . وجاءوا يجتمعون مع جنرالات الحرب في إسرائيل : هل اكتفيتم ؟ فيرد غالبيتهم انهم يحتاجون حتى نهاية شهر يناير القادم . فيما اخرون من ” بزنس ” المستوطنات يطلبون مواصلة الحرب لسنوات .
ربما اعتقدنا مخطئين ان بايدين الذي افتتح الحرب هو الذي يوقفها ، وربما اصبنا أو اخطأنا .ولكن يتضح اليوم بعد 75 يوما على حرب الإبادة ضد غزة :
ان الذي يوقف الحرب هو القتال من مسافة صفر على رمال غزة وليس الوسيط الأمريكي ولا الوسيط العربي ولا الوسيط الدولي.
ان السياسيين هم الذين يرفضون وقف الحرب لانهم يريدون ضمانات لبقائهم في الحكم ، ابتداء من بايدين ومرورا بنتانياهو وجميع القيادات الفلسطينية والعربية والمؤسسات الدولية ، ووصولا لأمين عام جامعة الدول العربية وامين عام جامعة الدول الاسلامية وامين عام الأمم المتحدة . الجميع يعرف انه لن يبقى في منصبه بعد انتهاء الحرب ولذلك هو غير معني بوقف الحرب قبل الحصول على ضمانات البقاء !!