حقوق الإنسان في غزة!
الشعب نيوز:-
بقلم : د.عيسى محمد العميري
بوصول العدوان الصهيوني الغاشم على شعب غزة إلى منتصف شهره الثالث، يثبت سقوط القناع الذي يرتديه المجتمع الغربي لحقوق الانسان والكيل بمكيالين للقضايا الإنسانية بشكل مباشر. وفي هذا الصدد نلاحظ سياسة الكيل بمكيالين كما أسلفنا واضحة جلية بالتعامل الغربي، إذ لاحظنا التداول الغربي لقضية حرب أوكرانيا، حيث أقام الدنيا ولم يقعدها عندما تعرضت لهجوم روسي قبل نحو سنتين، وسخرت الدول الغربية كل جهودها ودعمها ومساندتها لأوكرانيا بدرجة غير مسبوقة، وقدمت كل أنواع الأسلحة والعتاد العسكري لها، وخصصت الميزانيات الباهظة من مليارات الدولارات لهذا الهدف الذي شكل عبئا اقتصاديا هائلا على خزائنها، وقدمت من أجله ما لم يقدم لأي دولة أو شعب تعرض لهجوم وغزو مباشر.
وفي المقابل فإننا نرى النقيض من ذلك تماما في قضية غزة، حيث اختلف هنا الميزان والكيل فيه؟! فهنا شعب فلسطيني بالنهاية ولا يشكل أهمية للغرب، وهنا سقطت حقوق الانسان التي لطالما تشدق بها الغرب وهاجم بها دولا وخصوصا في منطقة الشرق الأوسط على أحداث تكاد تكون فردية هنا او هناك وهاجمت تلك الدول من منطلق حماية حقوق الانسان.
وهنا وبعد كل ما شهده العالم في أحداث غزة الجريحة لا يحق لأي كان في المجتمعات الغربية أن يسرد أي قصة أو أي حكاية لها علاقة بحقوق الانسان التي سقطت عندما تم غض الطرف عن قتل الأبرياء وعن الانتقام الإسرائيلي التي تحول لسفك دماء أولئك الأبرياء، حيث لم يتمكنوا من مواجهة عدوهم الحقيقي على الأرض فصبوا جام انتقامهم على الأطفال والنساء وكبار السن واستهدفوا المستشفيات، بحثا عن أي نصر مخزٍ لهم في مواجهة معركة البطولة التي قادها أبطال غزة في 7 أكتوبر. وسطروا خلالها أروع الملاحم في مواجهة العدو الغاصب المحتل والذي حاصرهم طوال سنوات وسنوات.
إن القلم ليعجز عما يشهده من أحداث غزة كان الله بعونهم، وهنا وفي هذا المقام ومن خلال نظرتنا كعرب لما نشهده من أحداث غزة نقول إن رؤيتنا للغرب يجب أن تختلف وأيضا أسلوب التعاطي يجب أن يختلف، فما حدث في غزة ليس ببعيد أن يحدث في مواقع قريبة جدا من غزة.. والله ولي التوفيق.