الربيحات يكتب: المال والفقر ومهرجانات المرشحين د. صبري ربيحات

7٬670
الشعب نيوز:-

لم احضر بعد اي مهرجان لمرشح ولكنني اشعر اننا على أعتاب حملة استعراضية لبيان القوة والانتشار والقدرة على التحشيد في تمرين خال من البيانات والبرامج ومتخم بالمظاهر والصور والوشوشات عن القوى الخفية الراعية وسيل الدعم القادم والحصة الافتراضية من الكعكة التي يجري التنافس عليها.

الكثير ممن يحضرون المهرجانات جاءوا لأسباب لا تتعلق بالمرشحين ولا جاذبيتهم وشهرتهم وفكرهم وصلابتهم السياسية. فقد جاءوا اما للفرجة او ليكونوا انطباعات كافية تساعدهم على التحدث في المجالس والدواوين عن أخبار الترشح والمقارنات بين الكتل والاحزاب والنهفات التي تحصل أثناء هذه المناسبات وتخلق أجواء مسلية لهواة التحليل.

لا اظن ان الكثيرين ممن يحضروا الى المقرات جاءوا لتأييد المرشحين او لينهلوا من فكرهم والاستمتاع بالشرح الذي سيقدموه لبرامجهم ولا ليسمعوا خطبهم التي لا يكترثوا لاعدادها او بناء محتواها.. معظم هؤلاء الميسورين يريدون عرض ثروتهم والنفوذ الذي يمكن ان تصنعه الثروة اكثر من البرامج والمستقبل والقضايا..

للجمهور المحبط الذي ينهشه الفقر والدين وغلاء الأسعار ويبدد اماله الغموض لا شيء جديد فقد راى مثل هؤلاء في الانتخابات السابقة وسمع عنهم وعن ارتباطات بعضهم ومصادر تمويلهم وقصص البيع والشراء والإحسان المؤقت وميزانيات فك الكرب وقد جاء البعض للبحث عن الخلاص ولفهم اليات وشروط بيع وشراء الاصوات وفيما اذا تغيرت عن المرات السابقة .

تشعر بغربة او كأنك في مكان اخر وانت تستمع لاصحاب الياقات البيضاء الجدد وهم يعتلون منصات الخطابة ..للوهلة الاولى تظن انهم يتدربون على مخاطبة الجماهير ويتملكك احساس غريب عند سماع بعض التراكيب اللغوية على ألسنتهم..

مع اني اشك ان احدا منهم يعرف حسين باشا الطراونة او وصفي التل الا ان البعض يحاول تقليد وقفتهم وايماءاتهم دون ان يفلحوا فلا العبارات كالعبارات ولا الروح تشبههم .فلا صدى لما يقولوا لان التجربة و التاريخ العملي لا تسعفهم ليعوا معاني ودلالات ما يقولوا .

في عالم الصور والشعارات والذكاء الاصطناعي تجري صناعة كل شي حتى القادة والمسؤولين تجري صناعتهم لمستقبل صاغه الذكاء الاصطناعي…المحزن ان مهندسي الذكاء الاصطناعي لا يملكون جنسيتنا الثقافية ولا يحملون همنا والخشية ان يصنع لنا الذكاء أناس لا يشبهوننا.

قد يعجبك ايضا