التوترات الإيرانية الاسرائيلية وتوازن القوى بينهما وبنك الأهداف المتبادلة المحتمل مهاجمتها والتداعيات الاقتصادية
الشعب نيوز:-
زياد الرفاتي
على وقع الرد الايرانيبمهاجمة أهداف اسرائيلية في الأول من تشرين الأول الجاري التي كانت مباشرة هذه المرة للضربات وألحقت أضرارا جسيمة بالرغم من محاولة التعتيم الاعلامي الاسرائيلي والتقليل من أثارها أمام الرأي العام ومختلفة عن الرد السابق في نيسان الماضي وأعادت التوازن والردع الاستراتيجي في المنطقة وذلك كله حسب التقارير الاعلامية والخبراء والمحللين العسكريين ، يتوالى منذ ذلك التاريخ التهديد والوعيد الاسرائيلي لايران بالرد القوي والعميق والمؤلم للغاية وبأوصاف ونتائج مختلفة له .
وفي هذا السياق ، نورد فيما يلي توازن القوى بين ايران واسرائيل خسب التقارير العسكرية المنشورة :-
البيان |
ايران |
اسرائيل |
الطائرات الحربية |
تمتلك 551 طائرة . |
تمتلك 612 طائرة . |
الدبابات والمدرعات |
تمتلك 2000 دبابة و65000 مركبة مدرعة . |
تمتلك 1370 دبابة و43000 مركبة مدرعة . |
السفن والغواصات الحربية |
تمتلك 100 سفينة و19 غواصة حربية . |
تمتلك 67 سفينة و5 غواصات . |
القدرة النووية |
تمتلك نحو 150 كغم من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% . |
تمتلك وفق تقارير غير رسمية 90 رأسا نوويا . |
ميزانية الدفاع |
تنفق نحو 10 مليارات دولار على الدفاع سنويا . |
خصصت في 2024 نحو 24 مليار دولار لميزانية الدفاع . |
أما حزب الله اللبناني وقد وصفته الخارجية الأميركية في الثالث من أكتوبر الجاري أنه وضع المنطقة بأكملها في هذا الوضع السيء بعد السابع من أكتوبر الماضي ، فقد تأسس عام 1982 ككيان سياسي عسكري شيعي وأصبح لاعبا أساسيا في النظام السياسي اللبناني وعقيدته السياسية الالتزام بنظرية ” ولاية الفقيه ” في ايران ، وقد رفض في عام 2000 نزع سلاحه وخاض في 2006 قتالا مع اسرائيل في جنوب لبنان استمرت 34 يوما وتعرض لانتقادات لتدخله في سوريا وادرج ضمن قوائم الارهاب ، وفي أيلول 2024 اغتالت اسرائيل أمينه العام ومعظم قيادات الصف الأول .
والضاحية الجنوبية هي معقل حزب الله في بيروت وعدد سكانها يقل عن مليون نسمة وغالبية سكانها من الطائفة الشيعية نزحوا اليها بداية الحرب الأهلية التي نشبت في لبنان عام 1975
يملك الحزب 100 ألف مقاتل ، 150 ألف صاروخ وقذيفة ، 2000 طائرة مسيرة ، صواريخ مضادة للدبابات ، شبكة أنفاق عمقها بين 40-80 متر تصل الى اسرائيل وسوريا وتشبه مترو الأنفاق وتمتد عبر ثلاث مناطق استراتيجية وهي جنوب لبنان وبيروت والبقاع ولا يفصح عن خريطتها ، وقد تطورت بعد حرب 2006 بتكنولوجيا كورية شماليةمخصصة لاستخدامات عملياتية وتستوعب 30 ألف جندي في الساعة وتحوي أسلحة ضخمة وتستخدم لاطلاق الصواريخ والبنية التحتية تحت الأرض في القرى الجنوبية وتمثل خطوط الدفاع الأولى والثانية ضد اسرائيل .
وحسب تقارير أميركية ، فان ركائز أموال الحزب تكمن في ثلاثة وهي مؤسسة القرض الحسن وتعد الركيزة المالية الأولى وتمنح قروضا حسنة بدون فوائد الى اللبنانيين وخصوصا الشيعة ، وحساباتفي البنوك مشبوهة ، ونقل الأموال عبر مطار بيروت ، وأن اسرائيل استهدفت مخازن نقدية للحزب وأحرقتها وأن منابع أمواله قلت وأزماته تزايدت الى حد العجز عن دفع رواتب المقاتلين و بعاني من أزمة مالية حادة .
أما المواقع الايرانية المستهدفة المتوقعة من الرد الاسرائيلي ، فتشمل المنشات النفطية والمنشات النووية والمنشات العسكرية .
وحسب صحيفة واشنطن بوست ومسؤول دفاعي أميركي ، فان هناك قلقا من أن يؤدي رد اسرائيل على الهجوم الايراني الى تصعيد خطير وأن سوء التقدير قد يعيق الجهود لتهدئة التوترات المتزايدة بين طهران وتل أبيب ، ولا تؤيد الولايات المتحدة شن اسرائيل هجمات ضد مواقع نووية ايرانية وأن البنتاغون أبلغ اسرائيل تقييمه بشأن ضرب منشات نووية ايرانية وأن قصفها كونها فائقة التحصين تحت الأرض و حراسات مشددة ودفاعات جوية ايرانية تحيطها حولها ومواقعها تحمل تعقيدات جغرافية يتطلب قدرات جوية تمتلكها واشنطن فقط وان أسرائيل تمتلك جزءا من القدرات وتواجه صعوبات في مهاجمتها وتتطلب حزمة ضربات ضخمة من 100 طائرة الذي يشكل ثلث السلاح الجوي الاسرائيلي من أصل 340 طائرة ذات قدرات قتالية والتحذيرات الأميركية من أن ضرب منشات نووية ايرانية سيدفع لحرب شاملة وأنه من المرجح أن تستهدف اسرائيل في ردها قواعد عسكرية ايرانية ، واعلان البنتاغون أيضا أنه لا يقدم تكهنات بشأن شكل الرد الاسرائيلي على ايران و لديها حق الرد على ايران لكن لا نريد صراعا اقليميا والاسرائيليون ذاهبون الى تدمير بنية حزب الله التحتية ضمن عمليات محدودة داخل لبنان ويخشى نتنياهومن تسرب خطط عن ضرب ايران ولا تزال أكثر شدة مما ترغب به واشنطن وأنه قادم لا محالة وقد حددت بنك أهدافها ، واعلان وزير الخارجية العراقي أن اسرائيل تسعى الى انخراط العراق في الحرب ، و للمرة الأولى منذ بداية الحرب على غزة تنجح عمليات مجموعات شيعية عراقية بايقاعقتلى وجرحى اسرائيليين من خلال اطلاق طائرات مسيرة مفخخةباتجاه اسرائيل حققت أهدافها المباشرة ودون اكتشافها .
واقترحت الولايات المتحدة على اسرائيل توسيع العقوبات الاقتصادية الأميركية على ايران وقد بدأت بتطبيقها عوضا عن الرد ، فيما تم الاعلان أيضا عن فرض عقوبات أوروبية وبريطانية جديدة على كيانات وشخصيات ايرانية لدعمها مجموعات مسلحة في الشرق الأوسط والبحر الأحمر .
أما خريطةالأهداف الايرانية للرد على اسرائيل في حال تنفيذ هجومها المحتمل فتتوعد أنها سترد على أي رد اسرائيلي وبهجوم أوسع وأقوى ، وستشمل حقول نفط وغاز في اسرائيل وضرب أهداف نووية اسرائيلية بالمثل اذا أقدمت اسرائيل على ذلك ، وأي هجوم على البنية التحتية الايرانية سيتبعه رد ايراني وتحذر اسرائيل من شن أي هجمات على ايران .
وقد استفادت أسعار النفط من مخاوف اتساع نطاق الحرب وتصاعد التوترات في الشرق الأوسط الذي يمثل ثلث المعروض من النفط الخام عالميا ، وتسجيل الدولار بفعل التوترات مكاسب منذ نيسان الماضي ويتداول مؤشرالدولار قرب أعلى مستوياته.
ووفق سيتي غروب فان الهجمات ضد منشات تصدير النفط الايرانية قد تخفض معروض النفط العالمي بمقدار 1،5 مليون برميل يوميا والذي يوازي الصادرات الايرانية من أصل الانتاج اليومي البالغ 3،3 مليون برميل وهو أعلى مستوى من الانتاج منذ 6 سنوات ويمثل 3% من الانتاج العالمي ، وقد حقق خام برنت أكبر مكاسب أسبوعية وبنسبة 8% منذ شباط 2023 .
كذلك تمتد المخاوف الى اغلاق المضائق المائية وستبرز معضلة جديدة اذا أغلقت ايران مضيق هرمز ، حيث يمر من المضيق خمس الانتاج العالمي من النفطوقد يحرم اغلاقه العالم من 40% من امدادات النفط ، ويرى محاضرون في جامعة جورج واشنطنأن اغلاق مضيق هرمز قد يؤدي الى أزمات تشبه حروب الناقلات في الثمانينيات وحرب الخليج الأولى والثانية وأنه اذا لم تتمكن ايران من تصدير نفطها فلن يتمكن الاخرون من ذلك أيضا .
وتتوقع مؤسسات مالية لأسعار النفط حال الهجوم على البنية التحتية الايرانية الى 150 دولار للبرميل حال اغلاق المضيق وتعطل الامدادات من خلاله ، وحسب بلومبيرغ سينتج عن ذلك الارتفاع خسائر (1) تريليون دولار للاقتصاد العالمي ، والى 100 دولار حال اندلاع حرب شاملة ونفص الانتاج الايراني ، والعالم مهدد بارتفاع التضخم من جديد وتعتبر أسعار الطاقة أبرز محركات التضخم بعدجائحة كورونا ، وقد وصلت التضخم العالمي الى أوج معدلاته 8،7% في 2022 وانخفض الى 6،8% في 2023 والى 5،8% في 2024 وتوقع 4،4% في 2025 .
وتحذيرات أخرى من أن هناك عواقب وخيمة ستتجاوز منطقة الشرق الأوسط ، وتمتد الى الولايات المتحدة بارتفاع أسعار البنزين فيها وقد يساعد ذلك في صالح عودة ترمب الى البيت الأبيض وتلميح الرئيس الأميركي الحالي لاحتمال ضرب اسرائيل للبنية التحتية للطاقة في ايران ، ويخشى الديمقراطيون من تأثير ارتفاع أسعار النفط على نتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة وأن البيت الأبيض يفقد ثقته بالحكومة الاسرائيلية .
يخشى العالم من الحرب في الشرق الأوسط وسط جهود التهدئة في مواجهة وعيد التصعيد ويهدد التصنيف السيادي لدول المنطقة مع التعويل على الاقتصاد في منع الحرب الشاملة فيما تسيطر حالة عدم اليقين على أسواق الخليج مع استمرار المخاطر الجيوسياسية ، وحسب بلومبيرغ فان التوترات الجيوسياسية في العالم تكلف الاقتصاد العالمي نحو 14،5 تريليون دولار ، كما تخشى الأسواق العالمية تداعيات ضربة محتملة على نفط ايران ، اذ أن 90% من صادرات ايران النفطية تتجه للصين التي ستتأثر بشكل كبير جراء ذلك ، وأن أسواق النفط عند مفترق طرق وتعيد قراءة التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط ، وتقول منظمة أوبيك في محاولة منها لتهدئة الأسواق والحفاظ على استقرار الأسعار وتوازن العرض والطلب أن لديها القدرة على تغطية النفط الايراني بشكل كامل في حال انقطاعه
وفي اسرائيل ، تواجه وزارة الطاقة الاسرائيلية صعوبات في توقيع اتفاقات للتنقيب عن الغاز ومتخوفة من انسحاب شركات الغاز وتراجع كبرى شركات الغاز عن الاستثمار في اسرائيل ، وقامت بعض الشركات بتأجيل التنقيب في مواقع اسرائيليةوتوقف توسعات في بعض حقول الغاز ، و تعتمد محطات الطاقة في اسرائيل بنسبة 70% على الغاز لانتاج الكهرباء .
وحسب بنك غولدمان ساكس فانه يؤكد توصيته بشراء الذهب لفترة طويلة بسبب الدعم التدريجي الناجم عن انخفاض أسعار الفائدة عالميا وارتفاع الطلب من البنوك المركزية والمكاسب التي يوفرها اللجوء الى الذهب في مواجهة المخاطر الجيوسياسية والركود ويتوقع بلوغه 2900 دولار للأونصة في 2025 ، والوضع طويل الأجل للذهب يميل نحو الصعود.
وأعلنت بريطانيا أنها تقف الى جانب اسرائيل وتعترف بحقها في الدفاع عن نفسها ، وأنه لا يوجد حل عسكري لتحديات الشرق الأوسط لذلك يجب أن نجدد جهودنا الدبلوماسية وسنستمر في الدعوات لوقف فوري لاطلاق النار والعودة للحل السياسي في لبنان .
وطلب الأمين العام للأمم المتحدة تجنب الحرب الشاملة في لبنان بأي ثمن وانه يجب أن لا نغفل أبدا عن الخسائر الهائلة التي يلحقها النزاع بالمدنيين ، فيما أعلنت منظمة الأغذية والزراعة الدولية التابعة للأمم المتحدة أن كارثة مرفأ بيروت قبل أربع سنوات قضت على قدرة لبنان على التخزين الاستراتيجي للحبوب ويحتاج جنوب لبنان بشكل عاجل الى مساعدات أولية طارئة بقيمة 33 مليون دولار هذا العام .
وكشفت دراسة للمعهد اللبناني لدراسات السوق ، عن خسائر مليارية جراء الحرب على لبنان وأن كلفة الحرب على اقتصاد لبنان ستتراوح بين 8- 13مليار دولار ونسبة تكلفة الحرب على الاقتصاد تبلغ من 50%-70% من الناتج المحلي الاجمالي ، وعدد النازحين في لبنان بلغ مليون نازح وتوقفهم عن العمل يلحق خسارة بالاقتصاد من 500 مليون دولار الى مليار دولار ، وكلفة حاجات النازحين من ايواء وعلاج صحي وطعام وغيرها تصل الى ملياري دولار ، والانكماش وتقلص النمو سيكلفان الاقتصاد اللبناني من 3- 4 مليارات دولار وكلفة دمار البنية التحتية قد تصل الى ثلاثة مليارات دولار .