كارثة السلط جرس إنذار لا يوقفه الإطاحة ببعض الرؤوس
الشعب نيوز:-
بيان صادر عن حزب اردن اقوى
ببالغ الأسى والصدمة تلقى حزب أردن أقوى خبر وفاة عدد من المرضى في مستشفى السلط الحكومي جراء عدم توفر الأكسجين لأجهزة التنفس في غرف العناية المركزة، وكانت الصدمة أكبر حين تواترت الأخبار عبر وسائل الإعلام بأن إدارة المستشفى طلبت مرارا وتكرارا تزويدها بمخزون من الاكسجين من وزارة الصحة دون جدوى.
إن ما حدث في مستشفى السلط الحكومي ليس فقط جرما جنائيا وتقصيرا فاضحا، ولكنه فشل جديد يضاف إلى سلسلة الإخفاقات التي تتخبط فيها هذه الحكومة والتي سبقتها وتكريس لنهج الإدارة غير الفعالة لأزمة خطيرة كالتي نعيشها ويعيشها العالم اليوم، وفي الوقت الذي تدير فيه الدول الديمقراطية أزماتها عبر تشاركية حقيقية مع كل القوى والفاعليات والمؤسسات في المجتمع المدني، وتطلق فيه حرية التعبير على مصراعيها لترصد كل الآراء وتضع خططا للتعامل مع كل السيناريوهات، فإننا هنا ندير الأزمة بعقلية سلطوية تقصي الرأي الآخر وتعاقبه، ولا تسمح لأي من القوى السياسية بدور فعال في إدارة الأزمة، في ظل حكومات معينة غير منتخبة ومجلس نواب شابه ما شابه في الانتخابات الأخيرة، والنتيجة هي مؤسسات لا تعكس إرادة الأمة بأي حال ولا تعبر عن طموحات الشعب.
إن حزب أردن أقوى يشدد على ضرورة إجراء تحقيق شفاف وسريع تعلن نتائجه خلال أيام للرأي العام، ولكنه في الوقت ذاته، يرى أن فشل الحكومة في إدارة كل الملفات الداخلية، وعلى رأسها ملفات الصحة والاقتصاد والإصلاح السياسي لن تغطيه استقالة وزير أو مدير مستشفى، في غياب برنامج وطني فعال ينقذ البلاد من الحالة التي وصلت إليها، وفي غياب شخوص مؤهلين يتمتعون بثقة شعبية ومصداقية يفرزهم الشعب نفسه أو قياداته الحزبية والنقابية والمدنية والإعلامية، ولا يهبطون عليه دوما بالمظلات دون أن يفهم أحد لماذا أتوا وما هي مؤهلاتهم وبرنامجهم وكيف يختلفون عمن سبقوهم!!
إن كل ما تمر به البلاد من أزمات يمكن عزوه إلى سبب رئيس هو غياب الإصلاح السياسي وتحول الأمة من مصدر للسلطات إلى ضحية للسلطات وغياب العمل الحزبي عن الساحة السياسية وعن الكتل البرلمانية وتشكيل الحكومات بطريقة التعيين بدلا من الانتخاب المباشر أو غير المباشر، وتصدر الضعفاء والمنافقين والتابعين صدارة المشهد واتخاذهم القرارات في غياب أصحاب الرأي والشجاعة والمصداقية والكفاءة والمبادرة.
إن حزب أردن أقوى، وهو يعزي أهالي المتوفين ويتمنى لأرواح أحبتهم الطاهرة الرحمة والمغفرة ولهم الصبر والسلوان، ولجميع المرضى الشفاء والبراء، ليهيب بجلالة الملك أن يشرف بنفسه على ملف الإصلاح السياسي ويدفع يه إلى الأمام عبر تشكيل لجنة للحوار الوطني تجمع كل القوى السياسية على طاولة واحدة لوضع استراتيجية شاملة للإصلاح تبدأ من تغيير التشريعات والسياسات وتنتهي بتغيير البيئة والثقافة والممارسات، وإلا فإننا سنواجه بالمزيد من التدهور على كل الصعد، وبدلا من أن ندخل مئويتنا الثانية كدولة قوية مدنية ديمقراطية مزدهرة، فإننا سندخلها كدولة لم تستطع الحفاظ على مكتسباتها، وغادرت سباق الأمم قبل انطلاق الصافرة.
الأمين العام
د. رلى الفرا الحروب
عمان، 13/3/2021