فارس الحباشنة يكتب.. مسيحيو سورية في خطر

7٬580
الشعب نيوز:-
تنقل لنا الاخبار مشاهد مختلفة عن تعرض مسيحي سورية الى الاضطهاد و التنكيل و العنف الطائفي ، وممارسات تطرف ديني .
و هل يراد أن يهجر مسيحي سورية ، وشيوع ما يتردد عن حماية المسيحيين بالسماح لهم بالهجرة الى بلاد الاغتراب ؟
ومن احتفالات رأس السنة واعياد الميلاد ، و الاخبار تتواللى ورودا من سورية عن اعمال عنف طائفي ضد مسيحي سورية .
و لربما أن الاعلام لا يسلط الانظار و الاضواء على الخبر المسيحي في سورية ، وعين الكاميرات تنحرف الى مساقات اخرى .
تهجير المسيحيين مطمع و هدف استعماري قديم . اليوم ، لا أحد في امريكا والغرب يتحدث عن معاناة مسيحي سورية .
و كما لو أن هناك هدفا الى اخلاء و تفريغ سورية من المسيحيين .
و بعد غزو داعش الى سورية و العراق وجد المسيحيون انفسهم في خطر وجودي .
و تم تهجير مئات الاف من مسيحي العراق وسورية الى اوروبا ودول الغرب .
مسيحو سورية و لبنان ، هم من فتحوا ” بوابة الحداثة “. وهم اول من شكلوا الوعي بالاخر ، و نتيجة لوعي بالذات الوطني و القومي ، و التفاعل مع الاخر ، وولدت الحداثة العربية من سورية ولبنان ، وتأسست الدولة الوطنية ، والتي تواجه اليوم افلاس و انهيارات كبرى .
و ما تناهى الينا من اخبار من سورية و تتداول على وسائل التواصل الاجتماعي تطرف ديني ، ولشارع محتقن و معبأ طائفيا . و دعوات الى فتنة عمياء ، وحمل السلاح ضد الاقلية المسيحية .
و هل تحتاج سورية الى مزيد من الام القهر و العنف الطائفي ، و الام الترحيل لمسيحي سورية ، و هم الحاضنة الكبرى لمسيحي المشرق ، و بعدما استهداف المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة تهجير مئات الاف من فلسطيني بيت لحم و القدس و الضفة الغربية ؟
الدفاع عن مسيحي سورية , هو دفاع عن مسيحي المشرق العربي من سورية الى لبنان و العراق و الاردن و فلسطين . أنه دفاع ضد أي تأجيج طائفي يأخذ هذا المنحى المروع . و المسيحيون ابناء ارض واحدة ، و هم اول الارض الاولين . و أذا ما قرأتم عبقرية الجغرافيا ، ودروها في صناعة التاريخ و الازمنة .
ليس المسيحيون وحدهم في خطر . الاقليم كله في خطر . و ما تعجز عنه اسرائيل و احلامها التوراتية و التلمودية لازالة مسيحي المشرق وتهجيرهم ، ونحو مشرق عربي خال من السميحية ، وهو حلم توراتي ، تقوم به اسرائيل ، واذرع اخرى تخدمها و تمهد لمشروعها التوراتي الكبير في الاقليم .
لعبة الاستعمار الجديد تعود مرة اخرى . و على الاخص من مدخلها السوري ، تقسيم و تمزيق خرائط ، وولادة لهويات فرعية وطائفية .
يبدو أن كثيرين مغمضو العينين و تفكيرهم مسدود ، و لا يبق في اذانهم الا ما يتردد من كلام زائد و خال الدسم على الفضائيات . و خطب تحريضية ، و تدفق لخطاب يريد تحويل الاوطان الى ساحات للقتال و تفكيك الارادة الوطنية ، و تحويل الشعوب الى قطعان .
لا امريكا و اوروبا تهتم بمسيحي سورية و فلسطين و المشرق العربي ، و رأينا في حرب وابادة غزة ، وأن دول الغرب لم تهز ساكنا لم يجري من ابادة وتدمير للكنائس المسيحية .
و اذا ما فرغت سورية من المسيحيين ، فلا شمس سوف تشرق ثانية على بلاد الشام و المشرق العربي .
فارس الحباشنة
قد يعجبك ايضا