
ردود الفعل العربية والدولية الرافضة والمنظور القانوني تجاه مشروع ترمب للسيطرة الأميركية على قطاع غزة
الشعب نيوز:-
زياد الرفاتي
أطلق الرئيس الأميركي في الرابع من شباط الجاري خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نتنياهو الزائر لواشنطن عقب المحادثات بينهما والتي سبقتها هالة اعلامية كبيرة ووصفت بأنها ستغير الشرق الأوسط ، تصريحا بأن تتولى الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة وامتلاكه واعادة تطويره بعد التأكد من خلوه من الذخائر غير المنفجرة و تهجير سكانه الى دول أخرى بتقديمها أراض خاصة لتنفيذ خطته وليعيشوا بسلام ، ويريد أن يمنح الفلسطينيين ” مزيدا من الأمل ” في مستقبل أفضل بعيدا عن القطاع الذي مزقته الحرب ( مخطط ترمب لغزة تهجير وامتلاك ) .
وأضاف ترمب أنه ليس لدى الفلسطينيين بديلا سوى مغادرة القطاع ليعيشوا في بديل جميل وأمن وأن غزة ليست مكانا ليعيش فيه الناس ووصفه بالجحيم وتحدث عن 1،8 مليون نسمة المقترح اخراجهم ولا يريد أن يكون رجلا حكيما ، وسيحول غزة الى ريفييرا الشرق الأوسط ومنتجع سياحي سيفد اليها الكثير من سكان العالم ، وأرى استقرارا عظيما لهذا الجزء من الشرق الأوسط وربما لكل الشرق الأوسط وتخلق الاف فرص العمل ، وأنه عمل على هذه الفكرة منذ شهرين واضطر لها لعدم وجود أفكار جديدة .
وتحدث بلغة اليمين المتطرف منقذا حكومة نتنياهو من السقوط مما جعل الأخير يتصل هاتفيا مع تل أبيب بوزير ماليته المتطرف لمعرفة موقفه من البقاء في الحكومة بعد نتائج المحادثات التي أجراها مع ترمب والتي وصفتها اسرائيل بالتاريخية وتفوق التوقعات والاحلام .
وتابع حديثه عن أهمية توسيع اسرائيل مشيرا بيده أن طاولة مكتبه الجالس عليها هو الشرق الأوسط ورأس هذا القلم الذي يمسك به هي اسرائيل وهذا أمر ليس جميلا ، ويتوقع انضمام مزيدا من الدول في الشرق الأوسط ” للاتفاقيات الابراهيمية ” .
فيما أشار مستشار الأمن القومي الأميركي أن خطة ترمب بشأن غزة تدفع دول المنطقة لايجاد حلول .
وقد أعلن نتنياهو أنه يؤيد فكرة ترمب بشأن ترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة ، وأنها تحقق الهدف الاسرائيلي الثالث من الحرب على غزة بل وتفوقه بسقف مرتفع وغير متوقع من اسرائيل ، ويرى أن ترمب سيغير التاريخ .
فيما وصف وزير المالية المتطرف خطة ترمب بشأن قطاع غزة بأنها هي الرد الحقيقي على ما حدث في السابع من أكتوبر ، ونعمل الان على دفن الفكرة الخطيرة المتمثلة في اقامة دولة فلسطينية نهائيا .
وحسب خبراء سياسيون فان ترمب يريد أن يكون مختلفا عن الرؤساء السابقين ويحيطه اليمين المتطرف وفريقه المعاون المؤيد لاسرائيل ، ويريدون التخلص من الشعب الفلسطيني وانهاء الوجود الفلسطيني في الضفة الغربية وهذا ما يرغب به نتنياهو ، وأن فكرة ترمب خيالية وغير قابلة للنطبيق وهو يرفع سقف المطالب للحد الأعلى ويساوم ويبدأ بالتنازل ليحصل على مكاسب حتى ولو أقل من السقف أو الحد الأدنى ، وقد استقبل نتنياهو في واشنطن وبحقه مذكرة اعتقال معممة من المحكمة الجنائية الدولية بجرائم الحرب والابادة الجماعية في الحرب على غزة .
و حذر اعضاء في الكونغرس أن ارسال جنود أميركيين الى قطاع غزة سينذر بوقوع مذبحة هناك ، وتفجر الصراع في المنطقة .
وعمت فلسطين والدول العربية والعالمية ردود فعل واسعة ومعارضة تندد وترفض تصريحات ترمب عن سيطرة أميركية على قطاع غزة وتهجير سكانه ويثير الجدل بتصريحات متهورة ، وتؤكد أن حل الدولتين هو المسار الوحيد لانهاء الصراع ، ووصفتها تقارير اعلامية بقنبلة ترمب المبيتة ومن ينزع فتيلها قبل أن تنفجر .
وأكد جلالة الملك خلال لقائه الرئيس الفلسطيني في عمان الأربعاء رفض الأردن أي محاولات لضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين وضرورة وقف اجراءات الاستيطان ، وبحث مع ولي العهد السعودي وأمير دولة قطر التطورات في غزة والضفة الغربية .
فيما أكد الرئيس الفلسطيني رفضه الشديد لدعوات ” الاستيلاء ” على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين وأن الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن أرضه وحقوقه ، وقطاع غزة جزء أصيل من أرض دولة فلسطين الى جانب الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة ، ولن نسمح بالمساس بحقوق الشعب الفلسطيني التي ناضل من أجلها عقودا عديدة ودعوات التهجير انتهاك خطير للقانون الدولي ولن يتحقق السلام دون اقامة الدولة الفلسطينية ، ويشكر مواقف مصر والأردن الرافضة للتهجير والمساس بالحقوق الفلسطينية المشروعة ، وموقف السعودية الرافض للاستيطان وضم الضفة الغربية والتهجير والتمسك باقامة الدولة الفلسطينية .
و أعلن مستشار الرئيس أن على حماس أن تعترف أنها فشلت في تجربتها بادارة قطاع غزة وأن تقر بمسؤوليتها عن جر غزة للحروب والتدمير ، وأن عليها أن تترك الحكم في غزة حتى تتمكن السلطة الفلسطينية من تولي مهام اعادة الاعمار .
فيما رفضت حركة حماس تصريحات الرئيس الأميركي بشأن قطاع غزة وبأن السيطرة على قطاع غزة سخيفة وعبثية ، وأي فكرة من هذا النوع يمكنها اشعال المنطقة ، وأن غزة ليست أرضا مشاعا أو عقارا للبيع .
و أكدت السعودية أن موقفها بشأن اقامة دولة فلسطينية ثابت لا يتزعزع ، وتشدد على رفضها محاولات تهجير الفلسطينيين من أرضهم ، ولن تقيم علاقات أو تطبيع مع اسرائيل دون اقامة دولة فلسطينية .
أما مصر فدعت للمضي قدما في مشروعات وبرامج التعافي المبكر في غزة دون خروج الفلسطينيين من القطاع .
و أعلنت الحكومة الالمانية أنها مستمرة في العمل من أجل ” حل الدولتين ” ، وأنها ستتحدث مع الادارة الأميركية بشأن غزة لكن لم يحدد موعد لذلك ، وأن قطاع غزة مثله مثل الضفة الغربية والقدس الشرقية ملك للفلسطينيين .
وفرنسا تؤكد أن مستقبل غزة يكمن في قيام دولة فلسطينية وليس في سيطرة دولة ثالثة ، وأكدت بريطانيا ضرورة ضمان أن يكون للفلسطينيين مستقبل في وطنهم وفق حل الدولتين .
وأشارت روسيا انه لا يمكن التوصل الى تسوية في الشرق الأوسط الا على أساس حل الدولتين ، وأكدت الصين معارضتها لخطط التهجير القسري الذي يستهدف سكان قطاع غزة وتدعو لتسوية سياسية استنادا لحل الدولتين ، فيما قال الرئيس البرازيلي أن تعهد ترمب بالسيطرة على غزة ” ليس منطقيا ” ، وأكدت تركيا أن تصريحات ترمب بشأن خطة للسيطرة على قطاع غزة ” غير مقبولة ” ، واعتبرت الأمم المتحدة مقترح ترمب للسيطرة على قطاع غزة ” مفاجئا جدا ” .
ومن منظور القانون الدولي ، يرى خبراء قانونيون أن طموح ترمب لامتلاك غزة يصطدم بالقانون ويعتبر غير مبرر قانونيا ويهدم أساسات وميثاق الأمم المتحدة ، حتى تتوقف القوى الكبرى عن انتهاك سيادة وحرية الشعوب وحقها في تقرير مصيرها ، وأن المسؤولية تقع على دولة الاحتلال التي سببت الدمار في غزة وهو ليس ثغرة لمشروع ترمب لتمريره وكل الحجج مهما كانت فهي غير مقبولة ، ولم يفتح حولها مفاوضات سياسية أو نقاش دولي ولو فتح المجال لاعمار غزة لبدأ منذ الأمس ، واسرائيل دولة ضالعة في الابادة الجماعية وحرمان الناس من ممارسة حياتهم الطبيعية أو العودة الى حياتهم الطبيعية ، وبشكل قانوني فان المحكمة الجنائية الدولية التي أسست وفق ميثاق الأمم المتحدة تفرمل هذا المشروع وهو تحريض على التطهير العرقي وارتكاب جرائم الحرب ومخالفا للقانون الدولي وعلى الدول التوجه الى المحكمة ، والميثاق يعطي مبررا لطرد الدولة من الأمم المتحدة وهذا قد ينطبق على الولايات المتحدة واسرائيل .