السبت الساعة ١٢.. انتظروا.. العرض الأخير لـ”جحيم ترمب”!إبراهيم ملحم

2٬698
الشعب نيوز:-

 

إذا كان ثمة خيطٌ يلظم “جحيم ترمب” بـ”جحيم دانتي”، فإنه الغضب والطمع والهرطقة والأسطورة والاحتيال والجشع، فهي كلها تصوغ فكر وسلوك الرجل الصاخب الذي يهدم الأنظمة والقوانين، ويتلاعب بمصائر الأمم والشعوب بخفة لاعب “الروليت” الروسية.

 

مثل طبّاخٍ يُخطئ بالمقادير، أو كرجل إطفاءٍ يُطفىء النار بالنار، يتحرك ترمب منذ اليوم الأول لولايته، مدفوعاً بسعادته بنجاته من رصاصةٍ مرت بجوار أُذنه، لا لتقتله، بل لتبعثه حاكماً للبشرية التي ينبغي لها أن تصدع لأوامره بالضم والترحيل والتهديم والتهجير والتطهير، متوعداً بـ”الجحيم” لكل من يجرؤ على كسر عصا الطاعة.

 

لا يعرف ما الذي يريده، فيقول الشيء ونقيضه، يسبق لسانه عقله، ويندفع تارةً كقطارٍ يخرج عن القضبان، وطوراً يعرب عن عدم الاستعجال، لكنه سرعان ما يعود إلى حالة الهيجان، فيضرب في كل مكان، ويُقارب بين القلم والطاولة، ليُشعل الضوء الأخضر لتجاوز الحدود بالمعنى الحرفي للكلمة، كما فعل في سوريا، وكما يخطط لـ”ريفييرا الشرق” في فلسطين خاليةً من الفلسطينيين.

 

بَكينا من أيام بايدن الذي قتل أطفالنا ونساءنا، ودمّر بقنابله الفتاكة عناصر الحياة على أرضنا، وإذا بخلفه الذي صعد بأصوات العرب والمسلمين يريد إلغاءنا بالتصفية غير عابئ بالتسوية.

 

بحديثه المتداعي دون تمهّلٍ ولا تعقّل، حمّل ترمب نتنياهو موقفاً لا يستطيع أن يتخذ أقل منه، وإن بدا غير متمسكٍ بكل بنوده عندما اكتفى بالإفراج عن المحتجزين التسعة، ولم يطالب بالكل كما جاء في إملاءات ترمب.

 

سيأتي الأحد بعد السبت، ولن يُحقق ترمب مأربه، لأنّ الشعب الفلسطيني خبر سياساته وخفة قراراته، وهو عصيّ على التهجير، ولا يخضع لا للذهب ولا للسيف.

قد يعجبك ايضا