هكذا يؤثر التوتر على صحتك

الشعب نيوز:-

الدكتورة ريم بني مصطفى

في صباح أحد الأيام، كانت ريم  تستعد لتقديم عرضٍ أمام زملائها في العمل. ورغم تحضيرها الجيد، بدأت تشعر بتسارع في ضربات قلبها، وارتجاف خفيف في يديها، وعدم قدرتها على السيطرة على أفكارها، وانفعالاتها لم يكن هناك خطر حقيقي، لكن جسدها كان يتصرف كما لو كان في مواجهة تهديد كبير. ما شعرت به ريم هو استجابة طبيعية للتوتر الحاد.

التوتر، بكل أشكاله، أصبح جزءاً من حياتنا اليومية. ومع ازدحام المسؤوليات المتعلقة بالعمل، والأسرة، والظروف المالية، أصبح من الصعب تجاهله أو التعامل معه بسهولة. من المهم أن نُدرك أن هناك نوعين من التوتر: الحاد والمزمن.

التوتر الحاد يظهر كرد فعل فوري لموقف مهدد أو مفاجئ، مثل مقابلة عمل أو موقف اجتماعي محرج. هو شعور قوي لكنه مؤقت، وعادةً ما يزول بعد انتهاء الحدث.

أما التوتر المزمن، فهو نتيجة لضغوط مستمرة مثل مشاكل مالية، أو خلافات عائلية، أو ضغط العمل، أو حتى مشكلات صحية طويلة الأمد. هذا النوع يبقي الجسم في حالة تأهب دائمة، مما يؤدي إلى استنزاف طاقته وإضعاف صحته على المدى الطويل.

عندما يشعر الإنسان بالتوتر، يبدأ الدماغ بإطلاق سلسلة من الاستجابات الكيميائية، تبدأ من منطقة ما تحت المهاد، التي تنبّه الغدد الكظرية لإفراز هرمون الأدرينالين. هذا الهرمون يُسرّع ضربات القلب، يرفع ضغط الدم، ويُنشط الحواس. وبعد ذلك، يُفرز الجسم الكورتيزول، الذي يساعد في مواجهة الضغط على المدى الطويل، لكنه إذا ارتفع بشكل مزمن، فقد يؤدي إلى مشاكل مثل التعب، زيادة الوزن، ضعف المناعة، واضطرابات النوم والمزاج.

ومن الأعراض الشائعة التي ترتبط بالتوتر، الشعور المفاجئ بالحاجة إلى التبول، خاصة قبل المناسبات المهمة. فالجهاز العصبي يؤثر مباشرة على المثانة، مما يفسر هذه الظاهرة.

لكن رغم كل هذه التحديات، توجد طرق فعّالة للتعامل مع التوتر والحد من تأثيره السلبي، منها:
1.    ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، فهي تفرز هرمونات تساعد على تحسين المزاج مثل الإندورفين.
2.    التنفس العميق والتأمل، لتهدئة الجهاز العصبي وتقليل مستويات التوتر.
3.    تنظيم الوقت وتحديد الأولويات، لتقليل الشعور بالضغط الناتج عن تراكم المهام.
4.    التواصل مع الآخرين، فمشاركة المشاعر مع شخص موثوق قد تُخفف من عبء التوتر.
5.    النوم الجيد، لأن قلة النوم تزيد من التوتر وتُضعف القدرة على التحمل.
6.    تقليل المنبهات مثل الكافيين الزائد أو النيكوتين، لأنها قد تزيد من القلق.
7.    مراجعة مختص في مجال الصحة النفسية ، خصوصاً إذا أصبح التوتر يؤثر على جودة الحياة اليومية.

في النهاية، التوتر جزء من طبيعتنا كبشر، لكنه لا يجب أن يتحكّم بنا. فهمنا له واتخاذ خطوات عملية للتعامل معه يُحدث فرقاً كبيراً في الحفاظ على صحتنا الجسدية والنفسية والاجتماعية.

قد يعجبك ايضا