الإعلام.. المهم ما بعد التهاني!أسامة الرنتيسي

الشعب نيوز:-

تُشْكَرُ السلطتان التنفيذية والتشريعية وأحزاب جديدة قدموا التهاني لأعضاء مجلس نقابة الصحفيين الجديد بعد فوزهم بانتخابات النقابة التي جرت بحب وسلاسة “الجمعة” بتوافق أعضاء النقابة على اختلاف مشاربهم ومواقفهم من المرشحين.

بعد التهاني وأكل الكنافة، هل لنا أن نقول بصوت عال كلمة لا بد أن يسمعها الجميع..

الإعلام، ركن أساس من أركان الدولة، كما أنه ركن أساس من متطلبات الدخول في العالم الحديث، وهو إحدى الروافع التي تمنح الدولة شهادات حسن سلوك من الدول الغربية والمنظمات العالمية المعنية بالحريات العامة والحريات الصحافية وحقوق الإنسان.

لنتحدث بصراحة من دون مجاملة، وبلا غضب من أحد، وبتواضع، أقول: إن حالة الإعلام في الأردن بائسة، وأوضاع المؤسسات الإعلامية، خاصة الصحافة  الورقية، كارثية، وقد لا تصمد كثيرا، في السنوات المقبلة، ليس فقط بسبب التطور التكنولوجي والثورة في مجال الاتصالات، والتقدم الهائل في الإعلام الحديث والإلكتروني، بل بسبب عوامل كثيرة، يعرفها الإعلاميون والصحافيون، كما يعرفها  المستثمرون في الإعلام المستقل أكثر.

تكلفة إنتاج الإعلام الورقي أصبحت عالية جدا، يرافق ذلك تراجع في إيرادات الصحف بحجب الإعلان (الشريان الرئيس في دعم الصحف) عن بعضها، وتراجع أعداده والاشتراكات والمبيعات.

سبب هذا التراجع واضح للعيان، فهناك أزمة اقتصادية طاحنة أثرت في  المؤسسات الاقتصادية وقطاعاته جميعها، ما خفض إعلاناتها الى ما دون النصف، لتغطية أبواب أخرى من النفقات.

لكن أكثر ما يضغط على المؤسسات الإعلامية في ظل زيادة مصاريفها، وتكاليف إنتاجها، نظرة الدولة لها، وعدم التفكير بأهمية غياب أصوات إعلامية عن الساحة المحلية، فالحكومات المتعاقبة  لم تقم يوما  بمسؤولياتها  بدعم الصحف، لا بل ضاعفت الضرائب على ورق الصحف بنسب خيالية،  زيادة على  أن أسعار الورق  قفزت عالميا بأرقام لا يمكن استيعابها، ما تسبب بخسائر فادحة للصحف.

تعرف الحكومة والدولة أن الصحف في عملها، تسهم في ترويج أعمال وقرارات وتوجهات الدولة وأجهزتها المختلفة، وقد يتجاوز هذا نسبة الـ 90 % من عملها، ألا تحتاج بعد كل هذا الى دعم مالي حتى لا تزداد عثراتها، لتصل الى مرحلة الضغط على موظفيها بإنهاء أعمالهم، وتقليص صفحاتها وأبوابها، وطباعة أعدادها اليومية.

في أحد الأيام، وبعد إطلاع رئيس وزراء سابق على أوضاع الصحافة الورقية في الأردن جاء جوابه: هذه ليست مشكلتنا، كل شخص يقلع شوكه بيده، هذه المقولة أدت الى  إعدام صحيفة محترمة، وتشريد العاملين فيها، وضياع صوت مهني دافع عن الأردن وشعبه، بعد أن قلت الروافع التي تدافع عن مصالح وحقوق الأردنيين.

الدايم الله…

قد يعجبك ايضا