
بعد تأهل منتخب النشامي لكأس العالم .. الرياضة استثمار الاردن
الشعب نيوز:-
هيئة تنشيط السياحة تطلق حملة ترويج للمدن السياحة نجومها لاعبو المنتخب
* هناك اندية صنعت اقتصاديات موازية للدول، وانديتها اصبحت مزارات سياحية
* استقطاب الاردنيين الذين يلعبون في اندية عالمية ويعيشون في المهجر تجربة مهمة ومثمرة .
* مراجعة تجربة صندوق دعم الرياضية ودعم مؤسسات مثل البنك العربي واورانج للمنتخب مفيدة
* كتب نضال منصور
لاول مرة في تاريخ كرة القدم تأهل المنتخب الاردني لكرة القدم الى مونديال كأس العالم، وهذا انجاز يستحق التوقف، والاهتمام،والاهم كيف يمكن استثماره، والبناء عليه؟
بعد فوز منتخب النشامى على منتخب سلطنة عمان في مسقط، وخسارة المنتخب العراقي امام كوريا ضمن منتخبنا الوطني تأهله كأول فريق عربي لكأس العالم،
ورغم خسارة المنتخب الوطني لمباراته امام العراق يوم الثلاثاء الماضي فإن النتيجة لم تتغير، صحيح ان حالة من الاحتجاج، والنقد سادت بعد الاداء غير المرضي للنشامى امام العراق، ووصف لعبهم عند المتابعين بالاستعراض، واخرين شاهدوا فريقا لا يقاتل للفوز، متراخيا.
المهم مرت المباراة على خير، ونزع فتيل ازمة بين عمان وبغداد،وسادت الروح الرياضية، بعيدا عن التشنج، وعن التلاسن، واشاعة خطاب الكراهية، فالرياضة، وكرة القدم تجمع، ولا تفرق.
مشوار المنتخب الوطني ابتدأ، وبعد عام سيتابعه العالم في ملاعب المكسيك، وكندا، وامريكا، وسيكون النشامى سفراء لبلادهم، يعرفون بها، وعليهم مسؤولية ان يقدموا اداء مشرفا في المونديال، وهذا ليس مستحيلا حين نتذكر ما صنعه المنتخب المغربي الشقيق في مونديال الدوحة.
يثير فوز النشامى وتأهلهم الى كأس العالم اكثر من قضية، من بينها هل يستحق الامر كل هذا العناء، وهل دولة فقيرة، وتعيش ظروفا بالغة التعقيد لديها ترف الوقت للاهتمام بكرة القدم في ظل اقليم مشتعل؟
كل الرياضات مهمة، وكرة القدم على وجه التحديد الاكثر استقطابا لاهتمام الشباب في العالم، وهناك اندية في العالم صنعت اقتصاديات موازية للدول، انظروا لاندية مثل ريال مدريد، وبرشلونة في اسبانيا، لا يمكن ان تزور برشلونة دون ان تمر بناديها، فهو معلم سياحي مثلا، وهذا ينطبق على اندية ايطالية، فمدينة مثل نابولي خلدها لعب ماردونا بها، وحقق نقلة اقتصادية، وسياحية بها، ونفس الامر فعل رونالدو في البرتغال، وميسي في الارجنتين، ويمكن ايراد امثلة للاسطورة بيليه في البرازيل، والكثير من اسماء نحوم الكرة في العالم.
المطلوب اليوم اعادة التفكير في الرياضة باعتبارها استثمارا للاردن، وليس هواية، وفي هذا السياق كيف وضعت الرياضة قطر على الخارطة الدولية بعد استضافة كأس العالم بنجاح، وبعد ان سيطرة قناة بين سبورت على حقوق حصرية في نقل العديد من الأحداث العالمية، واليوم السعودبة تدخل بقوة على الخط، وستستضيف بطولة كأس العالم، وتستقطب اهتمام اهم لاعبي الكرة في انديتها .
لن نكون مثل السعودية وقطر، فنحن لا نملك الموارد المالية لفعل ذلك، ولكن نجومنا لكأس العالم يستطيعوا ان يكون سفراء للسياحة في العالم، ولماذا لا يبدأون بالاتفاق مع هيئة تنشيط السياحة حملة للترويج للبتراء، ووادي رم، والعقبة، وجرش، وعجلون، ووادي الموجب، وام قيس، فالاردن تاريخ غني، وتنوع مذهل.
سمعت من باحث تقني ان اسم الاردن على محركات البحث ارتفع بشكل ملحوظ منذ تأهله لكأس العالم، ولهذا علينا ان نترجم هذه المتغيرات بخطط تسويقية، وعلى الحكومة ان تعطي اولوية في موازناتها للترويج السياحي لمشاركتنا في كأس العالم، وهيئة تنشيط السياحة تملك الخبرات، والكفاءات لتنفيذ ذلك، واعجبني اهتمام البنك العربي بدعم المنتخب، واستخدامه الموفق في حملاته، وهو ما فعلته شركة اورانج بشكل لافت في اغنيتها للمنتخب ” ديما معاك” بصوت عمر العبدلات، هذه المؤسسات الاقتصادية الكبرى لا تفعل ذلك لولا مردوده الايجابي عليها.
قرأت ايضا عن خطط اعطت نتائجها في استقطاب الرياضيين المحترفين في العالم، فهناك مئات الاردنيين الذين يلعبون ، ويحترفون في اندية اوروبية، ودولية، ولن يترددوا ليكونوا في منتخبهم الوطني الاردني سواء في كرة القدم، او الالعاب الاخرى، وهذه ذخيرة، وقوة منتخب المغرب، والجزائر، وكذلك مصر، والاهم الان منتخب فلسطين الفدائي الذي يضم العديد من الاسماء ممن يلعبون في فرق عالمية، وشكلوا فرقا عند انضمامهم لمنتخب فلسطين.
الرياضة لم تعد هواية، بل احتراف، والمطلوب ان تكون لدينا استراتيجية معلنة في تطوير الرياضة، وتوظيفها في التنمية المستدامة، فهناك مسارات للاصلاح السياسي، والاقتصادي، والاداري، وليكن هناك مسار رابع للاصلاح الرياضي، فمن غير المعقول، والمقبول مستوى دوري كرة القدم في بلادنا، وقصص اللاعبين الذين لا يتقاضون مستحقاتهم، وهل من المستحيل ان تكون لدينا اندية تصنع قصة نجاح رياضي، وبالتوازي تكون اقتصادياتها قوية، على سبيل المثال اتذكر نادي شركة زين لكرة السلة كان قصة نجاح، وعلينا ان نستلهم النموذج الاكثر تكيفا مع حالتنا، ومراجعة تجربة صندوق دعم الرياضة واجبة الان.
وسط حالة الفرح بتأهل منتخب النشامى لكأس العالم تعالت اصوات نقدية تندد في هذه الملهاة الرياضية، في وقت تستمر فيه حرب الابادة على غرة، وتعيب على الذين يبتهجون بفوز المنتخب الاردني، فلا صوت يعلو على صوت مأساة غزة، وشخصيا اوافق، واؤمن ان حرب الابادة على غزة ابشع جريمة في التاريخ، ولكن من قال ان وجود منتخب عربي في المونديال دليل على نسيان كارثة غزة، الا يمكن استثمار وجود المنتخبات العربية في كأس العالم، وكل التظاهرات الرياضية للتذكير الدائم في قضية فلسطين، أليس رفع يافطة تساند غزة من مشجعي فريق برشلونة في مباراة يشاهدها الملايين اكثر تأثيرا من خطابات التنديد
لاعبو الاردن مسكونين بحب فلسطين، ولو كانت انظمة الفيفا لا تضع عقوبات على التعبيرات السياسية، لوجدت كل لاعبي المنتخب قد وضعوا علم فلسطين الى جانب علم الاردن، وواقع الحال ان لعبة المزاودات أفلست ولم تعد تستقطب جمهورا.
الوقت حتى المونديال ليس طويلا، وبعد عام سيكون الاستحقاق، ومن المهم ان نسمع ماذا سنفعل؟
التجربة بحد ذاتها حدث مهم، قد لا نصل التصفيات، والادوار النهائية، ولكن يجب ان تكون مشاركتنا علامة فارقة، وان نثبت اننا نتعلم، ونتقدم، ووجودنا في كأس العالم ليس صدفة، او ضربة حظ، ونرفع رايات بلادي.
الحدث