
“شيكات راجعة”… نائب “حزبي” يتهرب من الدائنين والحزب يتنصل من التزاماته
الشعب نيوز:-
خاص
في الوقت الذي يرفع فيه عدد من النواب الحزبيين شعارات مكافحة الفساد والدفاع عن حقوق المواطنين تحت قبة البرلمان، يبرز تناقض صارخ على أرض الواقع، يكشف عن جانب غائب من المشهد النيابي والحزبي.
فقد علمت “الشعب نيوز” من مصادر موثوقة أن نائبًا حزبيًا بارزًا بات يتجنب الرد على اتصالات عدد من الدائنين، ويتفادى مواجهتهم حتى أمام منزله، بعد تخلفه عن سداد مستحقات مالية ترتبت عليه جراء حملته الانتخابية التي أوصلته إلى مجلس النواب العشرين.
وتشير المعلومات إلى أن النائب قدّم شيكات مقابل خدمات دعائية وإعلانية حصل عليها من شركات محلية، إلا أن هذه الشيكات لم تُصرف حتى الآن، مما أدخل الدائنين في دوامة قانونية ومالية، ودفع بعضهم للتهديد باللجوء إلى القضاء.
ومن بين الجهات المتضررة: شركة مطبوعات معروفة، وأحد الحدادين الذي زوّد الحملة بـ”قضبان حديد” لاستخدامات لوجستية. وقد بلغت الديون مبالغ متفاوتة، دفعت النائب إلى اتخاذ موقف المراوغة والاختفاء من المشهد.
محاولات النائب بإقناع الحزب الذي ينتمي إليه بتحمّل هذه الالتزامات باءت بالفشل، في ظل رفض الأمين العام وغياب السيولة عن خزينة الحزب، بحسب ما أفادت به مصادر مطلعة.
شعارات تحت القبة… وديون في الميدان
وفي مشهد لافت مؤخراً تحت القبة، علت أصوات عدد من النواب المنتمين لأحزاب سياسية، وهم يطلقون خطابات حماسية تدعو لحماية الوطن ومحاربة الفساد، وسط تصفيق البعض وذهول البعض الآخر.
لكن خلف تلك الخطابات، تكشف الوقائع عن مشهد أكثر تعقيدًا، إذ تؤكد مصادر “الشعب نيوز” أن عددًا من الأحزاب السياسية لم تفِ بعد بالتزاماتها المالية تجاه مرشحيها، ولم تصرف مستحقات الحملات الانتخابية التي خاضها مرشحوها، بما في ذلك أجور العاملين والمطبوعات والمواقع الإلكترونية التي غطّت أنشطتها.
ورغم مرور أشهر طويلة على انتهاء الانتخابات، لا تزال تلك المستحقات معلّقة، وسط صمت قيادي محيّر، يثير تساؤلات حول مصداقية هذه الأحزاب في تبنيها لمبادئ الإصلاح والنزاهة.
الشارع يسأل… وأين الجهات الرقابية؟
ويتساءل مراقبون: كيف لأحزاب تتحدث عن الشفافية والمساءلة أن تتجاهل أبسط معايير الالتزام الأخلاقي والمالي تجاه من وقفوا معها في محطات مصيرية؟ وهل ستتحرك الجهات الرقابية والحكومية لمساءلة تلك الجهات؟ أم أن زمن الخطابات سيبقى يسبق زمن الأفعال في المشهد السياسي الأردني؟