ضعف اإلرادة وعجز اإلدارة .. د باعث صبري الضلاعين

498
الشعب نيوز:-

الجميع سمع و راقب ما حدث في مستشفى السلط الحكومي وما نتج عنه لألسف من
وفيات نتيجة تقصير في تقديم خدمة إمداد المرضى باألكسجين، وهذه الحادثة هي
من جملة أحداث مرت على الوطن وكلها تعزى في النهاية إلى سوء واضح في
اإلدارة العامة للمؤسسات الحكومية المختلفة .
ومن هنا البد من تسليط الضوء على متالزمة ضعف اإلرادة وعجز اإل دارة التي
تعاني منه الدولة األردنية بشكل واضح في السنوات األخيرة ،على الرغم من
التطور المطرد في األدوات و األساليب و اإلمكانات النوعية لإلدارة مترافق مع
تضخم في الجهاز الحكومي، والمالحظ أيضا أنه في حالة أي إخفاق حكومي
خصوصا إذا ما استفز الرأي العام تكون نتيجته استقالة أو إقالة وزير أو مدير عام .
على الرغم أن المشكلة ليست في تغيير الوزراء ألن الوزير هو منصب سيادي
سياسي ذو أبعاد متوافقة بالتوجه العام للدولة وله ارتباط وثيق بالتخطيط
االستراتيجي، ولكن التحدي األساسي يكمن في العقم والترهل اإل داري المزمن
ونحن في األردن عادة ما نقلب الهرم اإلداري بحيث يصبح رأسه على األرض
وقاعدته في األعلى واضعين جل المسؤوليات بيد شخص واحد متخلين أحيانا عن
مفهوم التشاركية والمؤسسية في العمل .
والمعضلة األخرى نحن عادة تستهوينا شعبويات مبنية على بطوالت وهمية مترافقة
مع أساطير شخصية في أزمنة غابرة ،والمحصلة مزايدات من هنا وهناك وهذا
يشير الى أزلية االرتباط الذهني بعقلية زعيم القبيلة في العصور القديمة المتحكم بكل
شيء رغم كل ما يقال عن الالمركزية واإلدارة الفعالة والحاكمية الرشيدة وتساوي
الفرص الوظيفية التي ما أن يجف حبر توصياتها حتى تنسى إلى إشعار آخر .
فإذا لم نتخلص من ضعف اإلرادة للتغيير وعجز اإلدارة للتطوير فلن نخطو إلى
األمام وخصوصا في ضل ازدياد عدد السكان وتشعب حاجاتهم المختلفة مع الزمن .
د باعث صبري الضلاعين

قد يعجبك ايضا