
غزة بين فكي الاحتلال والتهجير: الكيان يُعيد هندسة الجغرافيا والديموغرافيا بدعم أمريكي.. محسن الشوبكي
الشعب نيوز:-
العملية الجارية في غزة لم تعد مجرد ردّ عسكري، بل تحوّلت إلى مشروع سياسي متكامل لإعادة صياغة القطاع وفقاً لرؤية “اليوم التالي”، حيث يسعى الكيان إلى فرض إدارة مدنية محلية ترتبط به أمنياً واقتصادياً، وتفكيك البنية المقاومة من جذورها ، مع دعم امريكي لا متناهي لحكومة الكيان المتطرف ، ما يعكس وجود توافق ضمني على برنامج احتلالي سريع، لكنه عميق الأثر.
في الميدان، تتحرك المنظومة الأمنية التابعة للاحتلال نحو الاستيلاء على الشريط الحدودي داخل غزة، بما يخلق واقعاً جغرافياً جديداً يتيح لها التحكم في حركة السكان والبضائع، ويمنحها نفوذاً دائماً في أي سيناريو مستقبلي.
الأخطر أن العملية تترافق مع سياسات تهجير ممنهجة، تستخدم القتل والتجويع كأدوات لدفع السكان نحو النزوح القسري، في مشهد يعيد إنتاج النكبة بأساليب أكثر تعقيداً.
الدعم الأمريكي لا يقتصر على السلاح، بل يشمل غطاءً دبلوماسياً يشرعن الاحتلال ويمنع أي مساءلة دولية، تحت شعار “حق الدفاع عن النفس”. هذا الغطاء يمنح الكيان هامشاً واسعاً لتنفيذ هندسة ديموغرافية وجغرافية، دون خشية من ردع أو محاسبة، في ظل غياب إرادة دولية حقيقية.
ما يجري في غزة ليس مجرد حرب، بل إعادة تشكيل للهوية والمكان، حيث تُستخدم القوة لإعادة تعريف من يحكم، ومن يبقى، ومن يُقصى. إنها لحظة فارقة في الصراع، تُكتب فيها خرائط جديدة بالدم، وتُرسم فيها حدود النفوذ على أنقاض العدالة.