تبارك الياسين تحاور القاصة حنان باشا

الشعب نيوز:-

 

السخرية وسيلة للتعبير عن مكنونات يصعب البوح بها٠

‎مجموعة “قد يكون وهمًا” للكاتبة حنان باشا هي باقة من القصص القصيرة التي تنسج خيوط الواقع والخيال، مستكشفة أعماق النفس البشرية وصراعاتها الداخلية. بأسلوبها السلس والمؤثر، تأخذنا باشا في رحلة عبر عوالم مليئة بالتساؤلات عن الحقيقة والوهم، حيث تتداخل الأحلام بالواقع، وتتجلى المشاعر الإنسانية في لحظاتها الأكثر صدقًا وعمقًا. تقدم المجموعة تأملات في الحياة، العلاقات، والبحث عن المعنى، مما يجعلها دعوة مفتوحة للقارئ للغوص في أسئلة الوجود الكبرى

‎١- السخرية تنفيس أم مقاومة
‎٢ـ التحوّل الدرامي بين الموت والحياة
‎٣ـ المرأة كسردية ومرآة للمجتمع

‎١ـ ما المراد من خلال هذا العنوان قد يكون وهما؟ هل هو تأكيد على غموض الحقيقة الاجتماعية داخل المجموعة، أو إشارة إلى هشاشة إطار الواقع؟ كيف يمكن أن يكون “الوهم” موقفاً أدبياً يتم من خلاله إستكشاف الواقع؟


‎ج:قد يكون وهمًا وقد يكون حقيقة.
‎لا يمكن لنا أن ندرك ذلك إلا بالإطلاع على محتوى الكتاب فالعنوان شامل ٌ لكل القصص ؛ فإن قمت بوضعه على أية قصة ستندهش انه ملائم .
‎في المجموعة رؤية شاملة تدفعنا للشك إن كان مجرى الأحداث فعلا حقيقة أم مجرد وهم رسمه أبطال  القصص وأسهبت فيه الساردة .
‎فالموت ، الوحدة ، الحزن ، الفراق ، الطلاق  ..
‎كل هذا غير مؤكد  يدفع القارىء لضرب كفيه  في

‎النهايات ويتوه معها بسؤال واحد :
‎هل كان وهماً  أم حقيقة ؟


‎٢ـ هل تمثل السخرية في المجموعة سلاحاً لمجرّد تفريغ القهر الاجتماعي، أم هي أداة مقاومة فاعلة؟ كيف تدعم النصوص هذا الطرح؟

‎_ كل ما ذكر صحيحاً .
‎السخرية وسيلة للتعبير  عن مكنونات يصعب البوح بها .
‎فنحن  نتوق للتحدث بصوت عال  ساخر  كي نفجر المكنونات الداخلية المستعصية على الطرح بشكل مباشر  وواضح فبعض الحقائق جارحة .
‎كما ان الكتابة الساخرة فيها شيء من لذة ، فأنت تكتب وتشير الى جرح ما ، لا يسهل علاجه  في محاولة لإنقاذ شيء ما ،  لفت الانتباه إليه دون ضوضاء كبيرة  او ربما خوفاً  من نقد النقد .







‎٣ـ كيف تُوظّف الكاتبة السخرية في قصة “لحظة انشطار”؟ هل تعكس انزعاجاً من دخيل مفترض في حياتنا؟ ما مدلول العبارة:
‎«ما أكثر الدخلاء في حياتنا، مَن سمح لكِ باختراق مرآتي، تعيثين فساداً في غرفتي»؟

‎ج_يستطيع الكاتب بخياله المتقد أن يخلق حوارا  كاملاً بين بطل القصة وشخص مفترض يخلقه البطل يشق طريقه بسهولة يتحدث اليه ويعبر عما يجيش في صدره . لعله صوت العقل ، حين يضل البطل طريقه ، يواجه نفسه يعاتبها ويضيق ذرعاً بذاته .
‎عقدة الذنب من السقوط نحو الهاوية و رفض الضعف .
‎شيء  قد لا يمر به البعض ولكن من عاشوه يدركون ان ذلك الوهم قد يكون  طريقة للنجاة وصرخة استدعاء.


‎٤ـ في  ذات القصة التي تبدأ بـ «عليك أن تموت أولاً كي تبعث حيّاً!»، نلتقي بصورة المرأة الخارجة من المرآة وهي تصرخ: «حمقاء كفاكِ تهوّراً… لا أرغب بالموت الآن». ما دلالة هذا التصعيد السردي؟ وما العلاقة بين الموت والبعث في هذا السياق؟



‎ج ـ نحن بالفعل علينا ان نموت كي نبعث من جديد
‎فكل تجربة هادرة نعيشها تترك فينا العديد من الندوب وقد نتشظى وننشطر لكننا نعود للبعث ثانية تلتئم جراحنا او نهدهدها وقد يرسل الله لنا طوق نجاة قد يكون على هيئة صديق او قاض عادل أو حتى ذلك الدخيل المختلق  الذي غادر عالم الوهم وسكن مرآة الحقيقة ليهتف بصوت أن كفاك توقف وعد ثانية ، من ضعفك خضوعك وعش حياتك لا تهدر المزيد من الوقت.


‎٥- كيف يمكن مقارنة “قد يكون وهما” بأعمال حنان باشا الأخرى مثل “للرحيل طقوس أخرى” من حيث الموضوعات أو الأسلوب؟

‎ج_ لا يمكننا مقارنة عمل بآخر فلكل عمل وقته .
‎لكننا نلاحظ أن الساردة في مجموعة قد  يكون وهماً
‎أطلقت العنان لنفسها أكثر وخاضت في موضوعات ربما لا يسهل طرحها بسهولة ، فثمة قصص فتحت الأبواب

‎٦ـ على مصراعيها بالمسكوت عنه كما في قصة ” ما لم تبح به ” ووضعت يدها على الجرح في قصة ” لا تدعه يحتضر”
‎كما قامت بتقمص شخصية الرجل السارد والتحدث بصوته في قصة ” كالقابض على حرف” و قصة ” طيفها”

‎هل تقدم حنان باشا صورة قوية للمرأة أم تصورها كضحية؟
‎وهل يمكن اعتبار “قد يكون وهما” عملًا ينتقد الأعراف الاجتماعية أو الثقافية؟

‎ج_لا يمكن أن نقول بالمطلق أن جميع النساء مغلوبات على امرهن فثمة نساء  يصنعن المستحيل وقادرات على إدارة شؤونهن بمهارة والخروج بأقل الخسائر .
‎طبعا هناك عدة صور تم طرحها بأشكال مختلفة .
‎مثلاً  اعتمدت أسلوباً جديدا كما في قصة ” ثمة صوت يلاحقني” بوضع عدة شخصيات مختلفة تتحاور بطريقة سيناريو كامل .
‎وكأنها نوفيلا . كانت هذه تجربة رائعة جداً من وجهة نظري انا ككاتبة لهذا النص ووجدت فيه متعة كبيرة .
‎فعلياً انا أعتبر مجموعة ” قد يكونُ وهماً ”
‎والتي نشرتها بعد تسع سنوات من الاصدار السابقوالذي يحمل عنوان ” للرحيل طقوس أخرى”
‎قد كبرت معي وحملت هموماً  شتى وقنص أكثر  و وعي أكبر .

‎٧ـ كيف تصور حنان باشا العلاقات الإنسانية (مثل الحب، الأمومة، أو الزواج) في قصصها؟ هل هناك نقد اجتماعي ضمني؟

‎ج_طبعا يتجلى ذلك من خلال النصوص كلها فصوت المرأة فيها عالٍ ولكن دون ضحيج ، فهي تكتب أحزانها آمالها حبها كزوجة وأم وصديقة .
‎والحب يجمع كل هذه الصفات ويدعمها .
‎ومن خلال هذه القصص وأبطالها هناك نقد وعتب وأمنيات كثيرة .

‎٨ـ ما التواصل بين “الأوهام” و”الواقع الاجتماعي” في عبارات مثل: «لكأنّه ينبض بالأحياء الأموات… لا ابتسامات، ولا أصوات خافتة… كلمات شكوى وتذمر»؟ ما دلالة ثنائية التعبير: الأمل/اليأس، الحياة/الصمت في “صمت العنادل”؟


‎ج_ثمةرابط عجيب نلاحظه في كثير من مقاطع هذه المجموعة فالأوهام والحقيقة وجهان لعملة واحدة .
‎كان تهتز الرؤية ، بين مصدق ومكذب فالأحياء  يبدون كالأموات !
‎أو مثلا  الكحل  و العطر ، مع اليأس بكل أشكاله والرغبة في الهروب من بوتقة الحزن والوحدة .
‎كما في قصة صمت العنادل ؛ فالصمت هنا لا يعني أبداً غياب الصوت وأنه لن يعود مجددا فما زالت العنادل تُحسن الغناء لكنها آثرته .

‎وفي النهاية لا يسعني الا القول أنني فخورة بهذه المجموعة وقد بذلت الكثير من الجهد  وأنا أصارع نفسي هل يليق أن أكتب  عن هذه الأمور  وما قد يقال أن الكاتبة تجاوزت خطاً أحمر أو فشلت في انتقاء  موضوعاتها فبعضها كأنها خاصة بالرجال وحكراً عليهم .
‎لكن من قد يكتب عن المرأة و يشغلها أكثر من امرأة .

قد يعجبك ايضا