ذهبات العروس عاطف أبو حجر

الشعب نيوز:-

يبدو أن الحب في هذا الزمان أصبح يُقاس بعيار الذهب لا بصدق المشاعر! فالزواج لم يعد رحلة عشقٍ أبدي، بل رحلة بورصة سريعة تتقلّب بين صعود الأسعار وهبوط الوعود. مشروع استثماري قصير المدى: يشتري العريس الذهب ليوم الزفاف، ويبيعه في أول أزمة مالية، بينما تبقى العروس تتساءل: هل كنتُ زوجة أم شريكًا في محفظة استثمارية؟
نحن في زمنٍ غابت فيه الرومانسية وحضرت الجداول المالية، لقد أصبح بريق الأساور أهم من بريق العيون، وبين زواج يُدار كصفقة وذهب يُباع كخطة طوارئ، ضاع مفهوم “ذهبات العروس” بين الحب والمحاسبة.
فبينما بعضهم يبيع ذهب زوجته بعد أيام من عقد الزواج، يرى آخرون أن الذهب الروسي هو الفرصة الذهبية الحقيقية للاستفادة السريعة. باختصار: الحب مؤجل، والاستثمار فوري، والضحك على الذقون مضمون.

اليوم، ومع ارتفاع أسعار الذهب عالميًا إلى مستويات تُريح قلب أي صائغ، بالتأكيد سيقرر الإدعشري أخيرًا أن يطلق العنان لغرائزه التجارية، وسيبيع ذهبات أبو إبراهيم! الإدعشري سيرى فيها فرصة استثمارية ذهبية.

وأيضًا، كانتا ريا وسكينة تحاولان الاستثمار في الذهب بأسعار رخيصة، ويتقاسمانه بطريقة همجية ومعقدة مع أفراد العصابة: “حسب الله وعبد العال وعرابي وعبد الرازق”. نعم، كل واحد له نصيبه من الذهب حسب اللائحة الرسمية للاستثمار الغامض. أما الآن، فالمشهد تغير؛ أصبح الذهب الروسي مرغوبًا ومربحًا.

المفارقة العجيبة أن بعض الأزواج يشترون ذهبًا روسيًا بعيار ممتاز بينما يبيعون ذهب زوجاتهم، وكأن ذهب العروس أصبح نوعًا من الاستثمار القصير المدى: “تستثمره يومين، وتستفيد منه على الفور”. وفي كل مرة ترتفع الأسعار، يظهر البطل الإدعشري أو ريا وسكينة بسلوكياتهم التجارية، ويتركوننا نتساءل: هل هذه تجارة أم مجرد مغامرة؟

الدرس المستفاد؟ إذا كنتِ تفكرين في الزواج، فتأكدي أن ذهبك ليس مجرد زينة، بل قد يكون “مستقبلًا استثماريًا” لزوجك! أما إن كنتَ زوجًا، وتذكّر، أيها الزوج، أن الأهم هو أن تأخذ الذهبات بطيب خاطر، فإن الطيب في النية بركة في العيش،والذهب لا يشتري الحب، لكنه قد يشتري لك ضحكة ساخرة أو مقالًا يحمل نفس العنوان ذهبات العروس.

قد يعجبك ايضا