المسلماني: مَن يريد تأسيس حزب… عليه أن يتعلم من الأخطاء التي حدثت ويتجنب تكرارها

الشعب نيوز:-

 

يشهد المشهد الحزبي في المرحلة الراهنة حالة من الاضطراب وعدم الاستقرار، نتيجة تنقل بعض الأفراد بين الأحزاب بشكل متكرر، غالبًا بدوافع شخصية أو للحصول على مواقع تنظيمية. وهذا السلوك أدى إلى إضعاف التجربة الحزبية وتشويه أهدافها، وتحويل العمل السياسي إلى تبادل مواقف عضوية لا تعكس روح الحزب ومبادئه.

لقد أصبح هذا الواقع مصدر إرباك وتشويش حقيقي لمسار الحياة الحزبية، لا سيما مع تصاعد الوعود الكاذبة والخلافات الداخلية التي تُدار عبر منصات التواصل الاجتماعي، وما يصاحبها من مهاترات تنسف صورة العمل السياسي وتعيق تطوره بشكل فادح.

إن نجاح التجربة الحزبية يتطلب التزامًا صارمًا بمعايير واضحة وشفافة لقبول الأعضاء، تستند إلى اتفاق مسبق حول الأهداف والالتزامات، بعيدًا عن الارتجال والضغط. فالحزب الحقيقي هو الذي يرتكز على رؤية وطنية ثابتة، وبرنامج عمل واضح، وليس مجرد أداة لتحقيق مصالح آنية أو مكاسب شخصية تؤدي إلى موجات من الاستقالات والصراعات الداخلية.

وبناءً عليه، فإن كل من ينوون تأسيس حزب جديد، لا بد أن يتحلوا بالمسؤولية الوطنية، وأن يستفيدوا بعمق من تجارب الماضي، مع العمل على ترسيخ نهج مؤسسي صلب يقوم على الاستقرار، وضوح الرؤية، وتقديم المصلحة الوطنية العليا فوق كل اعتبار.

وفي الختام، لا مكان في العمل الحزبي الحقيقي لمن يسعى وراء المكاسب الشخصية أو يلعب بأوراق الوطن، فالمسؤولية الوطنية تقتضي وضوح الرؤية، وثبات المواقف، والتزامًا لا يتزعزع بمصلحة الوطن والشعب. ومن يتجاهل هذا الواقع سيكون من الخاسرين أمام حساب التاريخ، ولن يُكتب له النجاح في بناء مستقبلٍ سياسي مستدام وفاعل

قد يعجبك ايضا