فنّ التواصل الأسري: كيف نصنع علاقة صحية مع أفراد عائلتنا؟

الشعب نيوز:-

 

في عصر يتقدم بسرعة لاهثة ، وتتشابك فيه خيوط المسؤوليات، تصبح الأسرة الملاذ الأول والملجأ الامن الذي يعود إليه الإنسان . فهي المكان الذي نتعلّم فيه لغة المشاعر، وفنّ الاستماع، ومعنى الدعم الحقيقي. غير أنّ هذا الدفء لا يكتمل إلا بتواصلٍ صادق يجمع القلوب ويآلفها ، ويقوّي الروابط، ويجعل من البيت مساحة آمنة تُحتضن فيها اختلافاتنا قبل تشابهاتنا. فالتواصل الأسري ليس رفاهية، بل حاجة إنسانية تحفظ توازن الأسرة، وتبني علاقة صحية تنمو عامًا بعد عام.
ولكن يبقى السؤال كيف نصنع علاقة صحية مع أفراد عائلتنا ؟
1- الاصغاء .. حجر الأساس في أي علاقة.
يبدأ التواصل الناجح بالأذن لا باللسان. فحين نصغي باهتمام، ونمنح الطرف الآخر فرصة للتعبير دون مقاطعة أو استعجال، يشعر بالأمان والقبول. فالإصغاء يُخفّف التوتر، ويمنع كثيرًا من سوء الفهم الذي قد يتحوّل إلى خلافات غير ضرورية.
2- التعبير اللطيف عن المشاعر
قد تكون الكلمات جسرًا يقرّبنا، وقد تكون حاجزًا يبعدنا. لذلك فإن التعبير عن المشاعر بوضوح ولطف هو جوهر التواصل الصحي. إن قول “أنا أشعر…” بدلاً من “أنت دائمًا…” يُحوّل الحوار من مواجهة إلى مشاركة، ويجعل العقل والقلب يتعاونان بدل أن يتصارعا.
3- احترام الاختلافات الشخصية
تتعدد طباع وأمزجة أفراد الأسرة بين الهادئ والمندفع، المنظم والفوضوي , الاجتماعي والانطوائي. وهذا التنوع لا يُعدّ عثرة ، بل مصدر جمال. حين نحترم اختلافات بعضنا ونفهم دوافعها، تصبح الحياة داخل الأسرة أكثر انسجامًا وتفهّمًا.
4- مشاركة الأنشطة واللحظات البسيطة
قد لا تصنع المناسبات الكبيرة وحدها علاقة متينة. فغالبًا ما تكون التفاصيل اليومية البسيطة هي التي تترك الأثر الأكبر: وجبة طعام مشتركة، ضحكة عابرة، لعب الأطفال، أو جلسة مسائية قصيرة, او حتى حفل عيد ميلاد ,تلك اللحظات تبني ذاكرة عائلية مليئة بالطمأنينة وترسخ قواعد الحب والمودة وتشحن الجو العائلي بالايجابية والبشاشة .
5- إدارة الخلافات بطريقة بناءة اسلوب هادئ

لا تخلو أي علاقة من النزاعات والتحديات . ولكن الطريقة التي نتعامل بها مع الخلاف تحدد قوة الروابط الأسرية. الحوار الهادئ، وتجنّب رفع الصوت، والسعي للوصول إلى حلّ يرضي الجميع، كلها خطوات تجعل الخلاف فرصة للتقارب لا سببًا للابتعاد.
6- التشجيع والدعم النفسي

كلمة لطيفة او عبارة مشجعة قد تُغيّر يومًا كاملًا، وربما تحسّن حياة بأكملها, حين يغمر الحب ارجاء البيت تصبح الاسرة كالنجوم في ليلة حالكة تضيء قلوب افرادها تبني ثقتهم بنفسهم وتمدهم بقوة لا تهتزّ امام عواصف الحياة .

7- تخصيص وقت للعائلة

مهما تكدست الأيام بالازمات ، يبقى تخصيص وقتٍ يومي أو أسبوعي للجلوس معًا ضرورة لا غنى عنها. قد تكون نصف ساعة تكفي لتقريب القلوب، وتجديد الروابط، ومنح كل فرد مساحة للحديث والفضفضة بعيدًا عن ضجيج الحياة.

إنّ التواصل الأسري ليس مهارةً تُكتسب مرة واحدة، بل هو ممارسة يومية تتغذى على اللطف، والصبر، والاحترام. وكل خطوة نخطوها نحو فهم من نحب تزيد من قوة الروابط، وتضيف للبيت دفئًا وسلامًا. فالأسرة التي تجيد فنّ التواصل تستطيع مواجهة صعوبات الحياة بقلب واحد، وتبني مستقبلًا أكثر اتزانًا ومحبة للجميع.
وهكذا، يصبح البيت مكانًا لا نعيش فيه فحسب، بل نجده ملاذًا نعود إليه في الاوقات الصعبة
ا- دعاء مبيضين
ماجستير ارشاد اسري

قد يعجبك ايضا