حكومة متوفّاة سريريًا فماذا ينفع معها التعديل ؟!!

2٬479
الشعب نيوز:-
أسامة الرنتيسي –

متى ستتوقف ماكينة التجريب في بلادنا، ونتخلص من توسيع قوائم الوزراء بحيث أصبح أكثرهم غير معروفين لدى الشعب الأردني، وأصبحوا حملًا ثقيلًا على موازنته المالية وموازناته الاعتبارية، فبعد أن يصبح الأردني وزيرا ولو لشهر واحد، فإذا به ينتقل من خانة المواطن العادي إلى خانة المواطن السوبر.

سبب واحد ، لوجه الله ثم للشعب المسخَّم، نقبل أن يخرج به بِشر الخصاونة ليقول لنا إن هذا هو سبب التعديل الوزاري الرابع أو الخامس على حكومة شبه متوفاة سريريًا، وأن الخارجين من الحكومة ارتكبوه، لذلك أُخْرِجوا..

سبب واحد نقبل أن يتجرأ الخصاونة فيقول إن التعديل جاء لتنفيذه بعد مخرجات لجنة منظومة الإصلاح.

في التعديل المنتظر، (وكل التعديلات الوزارية للأسف)،  لا يجمعهم مع الخصاونة وغيره سوى علاقات شخصية.

ليست مشكلة الخصاونة، بل مشكلة البلد في تشكيل الحكومات والتعديلات الوزارية التي تتم من دون أي ناظم ومشتركات بين الفريق الوزاري، من دون برامج، ومن دون أهداف، وسقوف زمنية لأية خطة، شيءٌ يشبه “خبز الشحادين”..  من كل بيت قطعة.

أمعقول – في التعديل الوزاري – أن يقوم أحد الوزراء المعدَّلين بوضع خطة مكتوبة من نقاط محددة في يد رئيس الوزراء، أتحدى إن كان أحد فكر في ذلك، أو طلب الخصاونة ممن شاورهم خطة محددة.

التعديلات الوزارية، فقط تتم من خلال شبكة العلاقات الخاصة للرئيس والدوائر التي تُرشِّح فلانا وتستثني علانًا.

معارف، أصدقاء، جيران، أبناء أصدقاء، نشطاء في الحياة العامة من خلال مراكز ومؤسسات تدفع بهم للواجهات.

لم يفقد التعديل الوزاري في الأردن بشكل عام بريقه فقط، بل فقد مبرراته.

تعديلات وزارية أقل من عادية، وبلا أي سياق سياسي، وبأية نكهة، أو حاجة ملحة، فقط تعديل لتجميل الحكومة وإنعاشها، سياق اعتيادي، إحلالي، شخص مكان شخص، استبدالات لملء المناصب والشواغر والفراغات.

بصراحة أكثر، أي تعديل مع الاحترام لأشخاصه، الخارجين والداخلين، ليس له داع، وليس فيه تغيير في البرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولا يتناسب مع الفترة الزمنية الحرجة التي تمر بها البلاد والمنطقة، ولا يستحق حالة الكتمان التي يمارسها الرئيس، ولا التسريبات الإعلامية التي تجس النبض في فترات طوال.

لنتحدث سياسة بعمق أكثر، ففي لحظات تتهشم الأنفس يأسًا وإحباطًا مما يجري، ومما يرى المرء ويسمع من المسؤولين عندنا، لا تجد أفقا تهرب إليه، سوى أن تُحلِّق في عالم آخر، وتنظر كيف يتم التقدم فيه.

في بلادنا، تتجه أشياء كثيرة نحو المجهول، القيم والأخلاق، والمنظومة اعتراها البؤس، وأصاب الفساد أركانها، فخرجت الآراء علينا تلعن المجتمع، وتمجد الدولة، وكأن الخراب الذي يدق أركاننا، لا تتحمل القوانين الرجعية، والأنظمة والتعليمات المتخلفة، سببه المباشر.

فالج لا تعالج، وفعلا، البلد تسير على البَرَكة، ومن دون اي مشروع إصلاحي، فقط ننتظر أن لا تقع مصيبة غدا..

الدايم الله…..

قد يعجبك ايضا