الصحفي عبدالله بني عيسى يكتب ..على سبيل التفاؤل: نحن في القاع.. بل مجموعة من القيعان

على سبيل التفاؤل:

نحن في القاع..

بل مجموعة من القيعان.

لكن، كل قاع يعكس حجم تخلفنا كمجتمع وترهلنا وفسادنا كمؤسسات، وتشوهنا قيمياً وأخلاقياً كأفراد، هو في الحقيقة فرصة تنموية هائلة.. بإمكاننا أن نعلن البلاد ورشة للإصلاح في بيئة كل شيء فيها معطوب ويحتاج إلى اشتغال هائل!.

تشوهاتنا الأخلاقية مثلاً فرصة لعلماء الاجتماع ليبحثوا في جذور المشكلة، ووضع الحلول.

فساد مؤسساتنا فرصة للأحزاب والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني والمعارضة الناجزة للنضال المدني من أجل تغيير هذا الواقع.

تأخرنا في الاقتصاد وتطوير عجلة التقدم والتطور، فرصة أمام المستثمرين والمهتمين والعلماء والناشطين للاستثمار في البنية التحتية بالغة الرداءة، والاستثمار في التكنولوجيا والتقنيات الحديثة لتغيير الواقع المزري.

فقرنا المائي فرصة أمام الجامعات ومراكز الابحاث لابتكار طرق علمية ناجزة لحل هذه المعضلة.

ضيق أفقنا كأفراد تجاه حقوق المرأة والحريات الفردية والتعددية الثقافية وقبول التنوع والاختلاف فرصة للمشتغلين بهذا الإطار للتدرب على تغيير النهج وتفكيك المتكلسات والمتحجرات من الأفكار والمفاهيم والمعتقدات.

باختصار .. حالنا في هذه البلاد بالغ السوء، وليس ثمة ما يحيي الأمل فينا، سوى أن نرى في تخلفنا هذا فرصة للعمل والتغيير في كل المستويات، بمشاركة جماعية واسعة وخلق حالة وطنية مختلفة تبدأ أولاً بالاعتراف بأننا متخلفون جداً، ووراء التاريخ، ثم نبدأ العمل انطلاقاً من القيعان، حتى لا نكتفي باللطم على جدران مارك زوكيربرغ.