برغي المحروقات وشاكوشها

2٬755
الشعب نيوز:-
رمزي الغزوي
تعاملت بعض المطاعم مع الارتفاعات المتتالية المجنونة في أسعار الحمص والفول والطحينية وزيت القلي وخبز الحمام، ليس برفع أسعار منتجاتهم فحسب، بل عمدوا إلى استراتيجية إضافية موازية ذكية متدرجة غير ملحوظة، تتمثل في تقليل الكميات شيئاً فشيئاً، وكلنا يذكر كيف كان حجم حبة الفلافل مثلاً، وكيف أصبح اليوم. أي أنهم كانوا كلما ارتفع سعر الحمص؛ يقللون من حجم حبة الفلافل، حتى (كشت) وانكمشت، وغدت في بعض المطاعم أصغر من قرص ريفانين‍‍.
ذات الاستراتيجية استخدمته، وما زالت تستخدمها مصانع رقائق البطاطا (الشيبس). ولكن بطريقة أكثر دهاء وذكاء. فالكيس كان ممتلئا برقائق البطاطا، ومع ارتفاع الأسعار وشياطها مرات ومرات، إلا أنه ظل ممتلئا كما هو محافظا على حجمه وهيبته، ولم يتقلص أو (يتشنكح) على رأي عادل إمام، ولكنه صار يعاني بعضا من التناقص الحاد المتفاقم في الوزن، ومع ظهور مشكلة صغيرة تتمثل في أنك ما أن تفتحه حتى (يفشششششششششش) كلَّ هوائه وخوائه، وتتفاجأ بأن موجوداته لا تزيد عن لقمتين، وإذا استمرت الحال على ما هي عليه؛ فستحتاج إلى مجهر إلكتروني للبحث عن تلك الرقائق المقرمشة.
اليوم يترقب الأردنيون أن ترتفع أسعار المحروقات النفطية ارتفاعا جنونيا هذه المرة حسب تلميحات الحكومة، رغم أنها ارتفعت أي الاسعار خلال هذا العام سبع مرات متتالية. ولهذا أعود إلى اقتراح البعض أن تتلطف الحكومة وتستخدم استراتيجية حبة الفلافل في رفع سعر البنزين، أي أن تثبت السعر، ولا ترفعه كلما دق الكوز بالجرة، وتقلل الكمية شيئاً فشئياً.
آخرون يطالبون أن تستخدم معنا استراتيجية “كيس الشيس”، فهي أهيب وأخصب وأريح قليلا. لكن المعارضين لهذا الاقتراح الفاضي المستفز، حسب وصفهم، يخافون أن ياتي حين من الدهر لا نعبئ خزانات سياراتنا إلا هواء مضخوخاً.
بعيدا عن الفلافل والشيبس، فإن الحكومة استخدمت في رفع ودفع أسعار المحروقات استرتيجة البرغي، الذي يدخل الحائط سناً سناً، دون أن يسبب ألما كبيرا، أو أن يكسر أو يخرب أو يفتت ويشوه منظر الحائط. وهذه استراتيجية مريحة مربحة، تجعل البرغي يدخل بسلام وأمن دون كبير معاناة أو ألم.
لكن وبعد أن أوغل البرغي آخر أسنانه، كل ما أخشاه أن تكون الرفعة المرتقبة ضربة شاكوش على الرأس، كي يندق إلى منتهاه، ويصير جزءا من حائط، لا يأبه بعدها بضربات أو رفعات.
قد يعجبك ايضا