رفع أسعار الكهرباء.. الاسطوانة ذاتها !!

529
الشعب نيوز:-
أسامة الرنتيسي –

الخطاب عينه، والاسطوانة ذاتها،  والكليشيهات المعلبة نفسها يرددها المسؤولون جميعهم عندما يقرروا رفع أسعار الكهرباء.

آخرهم؛ أخونا رئيس الحكومة الدكتور بشر الخصاونة: إذ قال اليوم الأحد: ” 90 % من الأردنيين لن يتأثروا بالتعرفة الجديدة للكهرباء ونسبة كبيرة ستنخفض قيمة فاتورتهم الشهرية” ويرفض أن يسمي هذا القرار رفع أسعار للكهرباء بل: “أن ما سيفعلونه إعادة هيكلة تعرفة الكهرباء حتى لا يستفيد غير الأردنيين من دعم الكهرباء”.

رفع أسعار الكهرباء سيبدأ في نيسان المقبل، وبتَذاكٍ غريب يحاول رجالات الحكومة أن يقنعونا أن التعديل في مصلحة أغلبية المواطنين، وأن من يستهلك أقل من 600 كيلو واط شهريا لن تزيد فاتورته، بل المتوقع أن تنخفض.!!

طبعا؛ نعرف جميعا أن المشكلة ليست فقط في الرفع أو التخفيض على فاتورة المنزل، بل ما يتبع ذلك من زيادات على كل سلعة حياتية، فصاحب المخبز والبقالة والكهربائي والميكانيكي وأصحاب المهن الأخرى سيرفعون أسعارهم حتى يعوضوا الفرق الجديد في أسعار الكهرباء، هذا ما يحصل في حالة رفع الكهرباء مثلما يحصل في رفع أسعار البنزين.!

فإذا ارتفعت أسعار الكهرباء ومواد الوقود فسترتفع معها كل الأسعار والخدمات الأخرى. ماذا يفعل المواطن في مواجهة وحش الأسعار الذي لا يرحم، والرواتب المتآكلة التي لم تعد تغطي تكاليف ربع شهر، ولا حتى أيامه الأولى؟. هل صَمْت المواطن ومحاولة اقناعه إجباريا أن الظروف التي تمر بها البلاد صعبة، فرصة للحكومة كي تستقوي عليه، ولا ترحمه في صعوبة الأوضاع المعيشية التي يعيشها.

الجشع وصل إلى كل شيء، هل تصدقون أن بعض المُلّاك، استغلوا بشاعة قانون المالكين والمستأجرين، فرفعوا أجرة مخازنهم إلى خمسة أضعاف؟ القرارات الحكومية برفع الأسعار، وسلسلة القوانين المجحفة، هي التي تخلق الجشع والطمع، وعدم تقوى الله في عباده المساكين، فأين الشعور بالأمان والطمأنينة التي كفلها الدستور، وأقسمت عليه الحكومة، وغيَّبتها عن قراراتها.

الموازنة في حضن مجلس الأمة، فهل نتحدث عن النواب، والأداء البائس، والغياب عن المحاور الأساسية في حياة المواطن الأردني، فقط حضور في قضايا ثانوية، وبحث مستمر عن شعبويات ضاق بها الأردنيون ذرعا.

والأحزاب، لا تستفيق من حالة النوم الدائم، والغياب المستمر عن كل مفصل مهم في حياة الأردنيين، وإن حضرت ففي بيانات أكل عليها الدهر وشرب.

خيبة الأمل لا تصنع سياسة، لكن المتابع للحياة السياسية في الأردن يشعر بخيبة أمل من كل شيء، فالأداء الحكومي والنيابي والحزبي مرتبك ولا يدري المرء إلى أين تسير الأمور، الكل في حالة انتظار وترقب، والكل يضع كفه على قلبه من قابل الأيام.

الدايم الله….

قد يعجبك ايضا