بالجن أم بالجنون….الدنيا اتشقلبت!أسامة الرنتيسي
الشعب نيوز:-
ارتفاع سماكة الثلج في العراق إلى 20 سم، لم يكن أحد يتخيله في يوم من الأيام، وأن تشهد المدن السعودية انخفاضا حادا في درجات الحرارة وتغطي الثلوج 6 مدن في شمال البلاد.
من كان يتخيل أن تحتفل السعودية بأجمل الحفلات الغنائية العالمية، وتستقبل أهم نجوم العالم في العزف والرقص والغناء والفنون الجميلة.
ومن كان يتخيل أن يصل لبنان إلى حد الانهيار الاقتصادي، وأن يصبح الحصول على رغيف الخبز، أو تنكة البنزين، أو علبة الزيت، أمنية اللبناني بعد أن كان يعيش في “باريس العرب”.
أمام كل هذه التغييرات التي شقلبت العالم، وهي على كل حال نتائج لتغيرات طبيعية، ففي موضوع المناخ، ثمة علم يتحدث منذ 20 عاما عن التغير المناخي بفعل ثقب الأوزون، وفي السياسة ثمة علم يتحدث عن تطور الشعوب والبحث عن الحرية مهما طال الزمن، وفي الاقتصاد ثمة سلوك فاسد يقود إلى نهايات غير محمودة.
لكن؛ وأمام هذه التغيرات ثمة من يريد أن يجرنا إلى الخلف، ففي لبنان ومنذ عدة أيام، تتغذى وسائل التواصل الاجتماعي على حكاية منذر المشعوذ الذي يدعي النبوة، وتضاربت المعلومات حول هُويته، فمنهم من قال إنه لبناني الجنسية ومنهم من نفى من دون تحديد جنسيته.
“مدعي النبوة” حسب رواد مواقع التواصل الاجتماعي كان يعمل طبالا في أحد الكازينوهات في لبنان، وتداولوا صورة قديمة له ظهر خلالها ضمن أعضاء فرقة موسيقية ممسكا بآلة الطبلة بين يديه.
قبل سنوات تناقلت مواقع إلكترونية فيديو مصورا لجنِّية في الرمثا على شكل عروس، تسببت في موت شابين، وقبلها تم إخلاء مدرسة بنات في الأغوار الجنوبية بعد الادعاء بمشاهدة الجن،
تصوروا أن العالم بَحش القمر، ويحفر في جينات الإنسان والحيوان، وقد اختصر العالم في جهاز بحجم كف اليد، ونحن مازلنا نتحدث عن الجن والجان.
ليست المرة الأولى التي تقتحم أخبار الجن وسائل الإعلام، بل ذُكر أن سوريًا تعرض لعملية نصب بمبلغ 31 ألف دينار، من قبل شخصين اذ تم إيهامه مِن قبلهما بأنهما سيساعدانه على استخراج الذهب من إحدى المناطق في محافظة الزرقاء.
الشخصان أخذا منه المبلغ بدعوى شراء نوع من البخور، لغايات “تخدير جِنِّيٍ يقوم بحراسة كنز الذهب”، وتواريا بعد ذلك عن الأنظار.
وفي مصر ألقت قوات الأمن القبض على دجّال عاشر سيدة داخل غرفة بوجود زوجها، بعدما استعانت به ليخلصها من جن يلازمها، كما اعترفت سيدة خليجية أنها تمارس الجنس مع الجن ولها أبناء منهم.
أخبار الجن والجنون في عالمنا العربي والإسلامي كثيرة، وتستطيع من خلال (الحج غوغل) على رأي زميلنا يحيى شقير، أن تلتقط عشرات الأخبار حول خرافات عالم الجن.
طبعا، لا تختلف كثيرا أخبار الجن عن خبر اكتشاف تيس في الكرك يدر حليبا، ودجاجة بأربعة أرجل، وحبة بطاطا ظهر على قشرتها أحرف تدل على كلمة الله، ومولود نطق الشهادتين لحظة ولادته، وغيرها الكثير من الخزعبلات التي للأسف تجد رواجا في بعض وسائل الإعلام.
بعد كل هذا الخواء، والجن والجنون، يحق لنا أن نرفع الصوت عاليا، ونقول: يكفينا تخلفا.. يكفينا رجعية، فحجم التخلف الذي يسكن بين ظهرانينا، ويطل برأسه من دون وازع ضمير إنساني، لا بل يتم تغليفه بحجج دينية واهية، لا تصمد لحظة أمام المدنية والمجتمع المتحضر.
الدايم الله…..