يا للهول…الرئيس منزعج من السوداوية!

396
الشعب نيوز:-

أسامة الرنتيسي

مُنزعج كثيرا أخونا رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة من شدة السوداوية السائدة في المجتمع الأردني، معتقدا أنها “ممنهجة ومدروسة بتقنية عالية تستهدف ضرب الدولة في مفاصل رئيسة”.
لو يتساهل معنا الرئيس قليلا، ويدلنا على مؤشر واحد، فقط واحد، نمسح به أجواء السوداوية من عقول الأردنيين.
ليكشف لنا عن قرار واحد لحكومته الميمونة كان في مصلحة الأردنيين، وخفف عنهم ويلات السوداوية.
ليرفع معنوياتنا ببشرى واحدة، من دون – طبعا – الكلام الإنشائي، ومقاطع الشعر، “أجمل الأيام تلك التي لم نعشها بعد…”.
منذ أن بدأ رؤساء حكومات أردنية يتغنون بأنهم لا يبحثون عن الشعبية، وأنهم لن يرحِّلوا المشاكل، وأحوال المواطن الأردني من سيئ إلى أسوأ.
على اعتبار أن أي رئيس للوزراء يتمتع بشعبية طاغية، قبل أن يتولى الولاية العامة، وبعدها، فإنه يعزف عن البحث عن رضا الشعب الأردني، ولا يهمه سوى معالجة المشاكل.
أكثر ما يفتح مجالا واسعا للسوداوية أداء الحكومة الباهت الذي لا تشعر أنها تفعل شيئا سوى قرارات تعيين فلان وقبول استقالة علان، وحتى هذه فإنها تحظى بانتقادات واسعة خاصة في حالة التعيين في المواقع القيادية لانها لم تلتزم بتعيين الشخص المستحق.
آخر ما يتسرب عن توجهات الحكومة، أنها تنوي مد اليد من جديد للاستدانة من أموال الضمان الاجتماعي لتسديد قروض والتزامات دُولية مستحقة، بعد أن أُتخمت ديونا أُضيفت إلى المديونية.
لا يوجد أردني غير مقتنع بالأزمة المالية للموازنة، وهو بكل ضمير صاحٍ، رضي أن يشد الحزام منذ السنوات العجاف لعل البلاد تخرج من محنتها، وتتجاوز العسر الذي أصابها نتيجة سياسات مالية واقتصادية عقيمة مجربة، مع أنه يرى بعينيه أن السياسات هي ذاتها، ووصفات صندوق النقد والبنك الدُُوليين هما أساس العملية الاقتصادية في البلاد برغم الويلات التي جرَّتها في السنوات الماضية.
من يستمع لأرقام الحكومة ومستوى العجز في الموازنة، برغم الخمسة مليارات التي حققتها من الضريبة، يعتقد أننا نعمل ضمن خطط لعشرين عاما مقبلة، مع أن كل المؤشرات تكشف عن أن واقعنا الاقتصادي مبني على نظرية (سارحة والرب راعيها).
أيام تفصلنا عن مشروع الموازنة الجديدة، لا نريد أن نستمع إلى مشروعات بالآلاف ومليارات بالعشرات، نريد فقط الحد الأدنى من الحقوق والكرامات، ولا نريد أن نسبح في أوهام المليارات ومئات المشروعات، ونحن نعرف البئر وغطاها.
لا نريد من دولة الرئيس إلا أن يأخذ “على رأسها شوية” لعلنا نجتاز هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها المنطقة بأكملها، ولسنا نحن ببعيدين عن نارها وكوارثها.
نتذكر وعود الرئيس السابق هاني الملقي عندما قال “انتظروا بعد أربع سنوات لتنعموا بالرفاهية والبذخ وتصحيح الأوضاع الاقتصادية..”، وهذا الوعد تنطبق عليه قصة الحمار وصاحبه، ولن أرويها لكم لأن جميعكم تعرفونها..
الدايم الله…

قد يعجبك ايضا